الدلة والفنجان.. عادات أصيلة تهدد الحرب بزوالها للأبد
خاص-عين الفرات
تواجه الدلة والفنجان، والتي تعتبر من أبرز رموز وتقاليد العشائر العربية والسورية خطر الزوال والاندثار.
وقال مراسل شبكة "عين الفرات" في البادية إنه وبحسب الرصد خلال الأشهر الأخيرة فإن الدلة والفنجان وما ارتبط بها من الحكايات والروايات اندثرت حتى بأكثر الأماكن أمانا بالبادية.
ويرتبط بالفنجان والدلة العديد من العادات، فمثلاً الضيف الذي يضع فنجان قهوته على الأرض فإن له حاجة يجب أن تقضى، والضيف الذي يرفض أن يأخذ قهوة البيت يملك ضغينة في قلبه تجاه أهل البيت.
والدلة والفنجان رمز للسلام داخل البيت، فكل من شرب من الدلة والفنجان يعتبر ضيفاً مرحباً به ومن أهل المنطقة، وتقضى له أموره.
لكن هذه العادات والتقاليد اندثرت وزالت مع امتداد الحروب في البلاد، حتى باتت البادية أخطر الأماكن في البلاد وأكثر الأماكن التي تخلو من البدو لتنتفي معها مظاهر القبيلة.
وبحكم اندماج غالبية البدو بالمناطق الحضرية واحتكاكهم بثقافة الريف والمدينة تغيرت لدى البعض الأفكار، وتراجع التمسك بالتقاليد والعادات ليسقط معها الدلة والفنجان بميزان الكثيرين على الرغم من استمرار البعض القليل بالمحافظة عليها.
اقرأ أيضاً:إنتاج السمن العربي مهدد بالزوال والاندثار نتيجة الضغوطات على البدوو رعاة الأغنام شرقي سوريا
وفي حديثنا مع زيد عطية العموري (أحد وجهاء عشيرة العمور في تدمر) قال:" كنا لا ندخل بيتاً إلا والفنجان بين يدينا قبل أن نجلس حتى.. هذا من مكارم الأخلاق ومن عادات الحفاوة بالضيف، ولكن حالياً للأسف اندثرت هذه العادات نتيجة الاحتكاك والاندماج بثقافات أخرى، ولا سيما أن قسم كبير من بدو سوريا وعشائرها تحولوا إلى لاجئين في الخارج داخل مجتمعات لا تتبنى عادة الدلة والفنجان".
مضيفاً: " ستظل الدلة والفنجان موروثنا الشعبي الذي نفتخر به مهما حدث، وستظل رمزاً لنا نداوله ونسعى لنقله للأجيال القادمة".