شبكة عين الفرات | المجرم وربطة العنق.. "مسرحية انتخابات الأسد"

عاجل

المجرم وربطة العنق.. "مسرحية انتخابات الأسد"

في القرن التاسع عشر، ظهرت في أوروبا أنواع جديدة من الجرائم، تختلف بالعدة والعدد عما كان يعرفه الناس من الجرائم.

فالمجرم الجديد، يتصدّر المجتمع بزيه الذي ينم عن النبل ورفعة المكانة، ويسمونه أصحاب الياقات البيضاء.

وفي القرن الحادي والعشرين، عادت ظاهرة أصحاب الياقات وربطات العنق تتصدر المشاهد اليومية، خاصة في المجتمعات العربية والحكومات الاستبدادية.

وما يجري في سوريا من مهزلة الصناديق الانتخابية لاختيار رئيس للبلاد، ما هو إلا نوع من أنواع الجرائم تلك التي يرتكبها أصحاب الأزياء التي توحي بالشرف والاستقامة.

"بشار الأسد" الذي قتل مئات الآلاف من السوريين، وهجّر الملايين من الشعب، ودمّر ثلثي سوريا، يرتدي اليوم البذلة الرسمية، ويضع ربطة العنق الفاخرة، ويتحدث عبر وسائل الإعلام عن الديموقراطية.

يجد الكثير في المحافل الدولية من يستمعون له، وربما يشجعونه بالمضي بمسيرته التي أجهضت أعظم ثورة بالتاريخ الحديث.

مجتمع دولي متناقض، يعيش ديمقراطية وطنية، ويكرّس الاستبداد والديكتاتورية للشعوب الأخرى كي تبقى عالقة في أوحال التخلف والحاجة لمساعداتها.

نحن كشعب سوري، لا تهمنا العملية الانتخابية التي يجريها "الأسد"، لأننا عقدنا العزيمة على إسقاط كل العقود السابقة مع ذاك النظام، وبناء المجتمع السوري الجديد القائم على احترام حقوق الإنسان وحريته وكرامته واختيار قادته وفق موازين الشرف والإخلاص للوطن.

تلك الانتخابات التي اعتبرها النظام عرسًا وطنيًا، جاءت مجزوءة ومبتورة، كونها لا تجري على مساحة الوطن المقسّم، والتي لا يملك النظام أية سلطة عليها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإنَّ الشعب السوري بمعظمه يستنكر المشاركة بتلك المهزلة.

ولكي يضفي النظام صبغة الديموقراطية على مسرحيته الهزلية، فقد أجاز لبعض الشخوص المسيّرة المنافسة على منصب الرئاسة، والكل على يقين أنَّ عدد المنافسين وأسماءهم جاء بناءً على تعليمات أجهزة المخابرات وإملاءات الطرفين الإيراني والروسي.

وبناءً على تلك الإملائات، تمَّ الإيعاز للمحكمة الدستورية العليا قبول طلبات الترشح لانتخابات الرئاسة، على أن يحصل المرشح على ٣٥ صوتًا من أعضاء مجلس الشعب، كي يستطيع المضي في عملية الترشح.

وبما أنَّ مجلس الشعب هو صوت النظام، فقد جاءته التعليمات بقبول مرشحين اثنين فقط وإسقاط طلبات المرشحين الآخرين.

أخبار متعلقة