خاصll محامي سوري يكشف تفاصيل شهادته أمام الشرطة الجنائية الألمانية ضدَّ منظومة الأسد!!
انطلاقًا من الإيمان الراسخ بأنَّ ثورة الشعب السوري سوف تنتصر على الرغم من كل مواقف الخذلان العربية والدولية، وأنَّ دماء الشهداء ودموع الأيتام والثكالى لن تنثرها رياح الظلم على أشواك النسيان.
وبعد السعي الحثيث الفردي والجماعي بات حلم محاسبة المجرمين اللذين ارتكبوا الجرائم ضدَّ الشعب السوري، سواءً بالاعتداء على أرواحهم أو أعراضهم أو ممتلكاتهم، بات هذا الحلم حقيقة ساطعة.
أدليت شخصيًا بشهادتي أمام الشرطة الجنائية في ألمانيا بتاريخ 22/4/2021، بناءً على تكليف قضائي ألماني بوجوب تحرّك الضابطة العدلية في ألمانيا، والاستماع إلى شهادة الناشطين السوريين، والبحث أولاً عن ضحايا سوريين ارتُكبت بحقهم جرائم عنف أو اغتصاب أو تهديد، أو ممن أصيبوا إصابات جسدية أو نفسية جرّاء الاعتداء، وإعطاء المعلومات للشرطة الجنائية عن الأشخاص أو الجهات الجانية، وفيما إذا يملك المجني عليه أية معلومات عن تواجد الجاني في ألمانيا أو أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي، ليصار إلى ملاحقته قضائيًا، ولينال جزاءه العادل.
امتد الاستماع لشهادتي على مدى 5 ساعات متواصلة، شرحت فيها المراحل التي مرّت بها الثورة السورية من يوم ولادتها، إلى حين مغادرتي الوطن في نهاية عام ٢٠١٥، والجرائم التي شهدتها أثناء فترات اعتقالي لدى فروع الأمن والمخابرات السورية، والفضائح التي تقترف في أقبيتها.
لم أستثني الجرائم التي ارتكبتها تنظيم الدولة "داعش" بحق السوريين، حيث أصبح لدى الشرطة الجنائية الألمانية صورة واضحة عن كل ما حدث ويحدث في سوريا.
لذا أهيب كل مواطن سوري حر، وقع ضحية بذاته أو أحد من أفراد أسرته نتيجة الجريمة التي وقعت في سوريا من قبل عناصر تنتمي لأي جهة كانت، حاربت ضدَّ الشعب السوري، أهيب به أن يدلي بشهادته أمام المراجع المختصة والإبلاغ عن تواجد تلك العناصر، إن علم بها.
مع العلم أنَّ شهادة الضحايا يتم التعاطي معها بسرية بالغة، ولا يمكن الاطلاع عليها من الغير، وأنا على استعداد لتلقي استفسارات جميع السوريين، علمًا أنَّ الشرطة الجنائية الألمانية زودتني بالمواقع والجهات التي يمكن اللجوء إليها بهذا الخصوص.
القضاء هو الطريق الأمثل لمحاسبة الجناة، خاصًة إذا كانت المحاكم تقضي في ظل أنظمة ديمقراطية، بعيدًا عن السياسة أو ضغط السياسيين.