ركود في الأسواق وارتفاع بالأسعار.. آثار سلبية لإغلاق المعابر المائية في الرقة
خاص - عين الفرات
تسبب إغلاق المعابر التي تربط مناطق سيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية ومناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية "قسد" بضعف كبير في الحركة الشرائية بأسواق مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة "قسد"، ما انعكس سلباً على الأهالي والنازحين على حدٍ سواء.
وتربط مناطق سيطرة النظام مع مناطق سيطرة "قسد" 3 معابر رئيسية، ويعتبر معبر الطبقة الأكبر في المحافظة، وهو معبر تجاري ومدني في ذات الوقت، بينما يقتصر العبور في معبر الرصافة جنوب بلدة المنصورة بريف الرقة الغربي على المشاة، في حين يعتبر معبر العكيرشي، جنوبي المدينة، المعبر الإنساني الوحيد.
وتزامن الإغلاق مع ارتفاع كبير في أسعار عدد من السلع والمواد، أبرزها الأدوية في الصيدليات والمشافي الخاصة، وبعض أنواع الخضروات.
ونتيجةً لذلك تشهد المدينة تراجعاً كبيراً في حركتي البيع والشراء الضعيفة أساساً، ولأنَّ الأدوية من المواد التي لا يمكن الاستغناء عنها أجبر ذوو المرضى على شرائها بالأسعار الجديدة، في ظل عدم وجود رقابة من قبل مؤسسات "مجلس الرقة المدني" التابع لـ "قسد"، لضبط الأسعار.
اقرأ أيضاً: غلاء في الأسعار ومبيعات منخفضة.. أزمة تواجه أصحاب معامل البلوك في الرقة
ويقول حسان فاروق، 30عاماً، نازح من قرية الموحسن بريف دير الزور الشرقي: " إنَّ أسعار الأدوية ارتفعت بشكل ملحوظ، سواء في الصيدليات أو المشافي الخاصة، ومع ذلك فأنا مضطر لجلب الدواء لابنتي البالغة من العمر 9 أعوام".
وأوضح صالح النعيمي، وهو صاحب صيدلية في الرقة، أنَّ سبب ارتفاع الأسعار في معظم أنواع الأدوية هو إغلاق معبر شنان ـ الدلحة، من جانب النظام، معتبراً أنَّ هذا التصرف يدخل في إطار الضغط على المنطقة، وأنَّ استمرار إغلاق المعابر سيثقل كاهل السكان، ولا سيما ذوو المرضى الذين يحتاجون للأدوية بشكل يومي.
وقالت براءة العلي، من بلدة الكرامة بريف الرقة الشرقي: "إنَّ أسعار الخضروات ارتفعت كثيراً في هذه الآونة، على الرغم من أنَّ الدولار قد استقر مؤخراً، كما أنَّ بعض أنواع الخضار لم تعد متوفر في الأسواق، وأخبرني أحد أقاربي من مستوردي الخضار أنَّ شاحناته تنتظر افتتاح معبر العجراوي لتتمكن من الدخول".
وربط البعض من النشطاء الإعلاميين والأهالي إغلاق المعابر مع مناطق سيطرة "قسد" بالصراع الروسي الإيراني ضمن مناطق سيطرة النظام، في حين ذهب البعض الآخر إلى أنَّ إغلاق المعابر ما هو إلا محاولة لفتح المعابر مع مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.
اقرأ أيضاً: الأسعار في مزاد الصعوة ترتفع بشكل جنوني.. وخسائر كبيرة في سوق المواشي
وتشهد مناطق سيطرة النظام صراعاً اقتصادياً عميقاً بين الروس والإيرانيين، حيث امتد ليشمل المواني والمطارات، وبعض القطاعات الأخرى كالكهرباء.
ولا يقتصر الأمر على الصراع الاقتصادي فحسب، وإنما شمل صراعاً لبسط النفوذ الأيديولوجي، حيث تواصل إيران نشر التشيّع في المناطق الخاضعة لسيطرتها كما في أرياف دير الزور غربي الفرات، وبعض من أحياء مدينة حلب ومناطق متفرقة في أرياف العاصمة دمشق والجنوب السوري. بينما شكلت روسيا الفيلق الخامس تحسبا لذلك.