ندرة المراعي وغلاء الأسعار.. مصاعب عديدة يعاني منها أصحاب المواشي في الرقة
خاص-عين الفرات
تشهد أسواق المواشي في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديموقراطية "قسد" ركوداً شديداً، في الآونة الأخيرة، ويعود ذلك للعديد من الأسباب أبرزها ارتفاع أسعار الأعلاف بعد تدهور قيمة الليرة السورية، بالإضافة لصعوبة التجول في عموم البلاد بحثاً عن المراعي.
وقال مراسل شبكة "عين الفرات" إن حالة الركود تسببت بخسائر كبيرة لأصحاب المواشي، وبشكل خاص بعد جفاف المراعي، وغلاء أسعار الأعلاف بكافة أنواعها، فقد وصل سعر الكيلو من مادة الشعير لـ 1500 ليرة سورية، ويواصل الصعود، في حين اقترب سعر كيلو التبن من الـ 2000 ليرة لأول مرة في تاريخه.
وهذا الارتفاع في الأسعار ترافق مع ازدياد كبير في قيمة عقود ضمان الأراضي، حيث وصل سعر ضمان الدونم الواحد من الأرض المزروعة بالشعير إلى 200 ألف ليرة.
وفي حديث لـ، ذعار العبيد، مربي أغنام نازح من ريف حماة إلى ريف الرقة الشمالي، قال لشبكتنا: "إنَّ التراجع الكبير في أسعار المواشي بشكل عام وارتفاع أسعار الأعلاف، جعل الأسواق في حالة ركود غير مسبوقة، وهذا ما يدفع العديد من أصحاب المواشي لبيعها بأسعار متدنية لمجابهة الوضع الحالي".
اقرأ أيضاً: بالمنطقة الشرقية.. أجنة المواشي تموت بأرحام أمهاتها وأخرى تلد بتشوهات خلقية خطيرة!
وأضاف العبيد:" الأزمة الحالية ليست الأولى من نوعها، لقد مررنا في عام 2008 بظروف مشابهة، لكن الفارق هنا أنَّ البلاد كانت موحدة، وكنا ننقل أغنامنا بين المراعي في المحافظات السورية، كحلب والحسكة وأرياف الرقة".
وأشار العبيد إلى أنَّ التنقل بين المناطق هو من أصعب الأمور، فسوريا باتت اليوم ثلاث دويلات في حدود دولة واحدة، إذا أردنا الترحال بين هذه المناطق نتعرض للمنع أو نضطر لدفع مبالغ كبيرة، ناهيك عن قيام الميليشيات الإيرانية بمهاجمة رعاة الأغنام وسرقة قطعانهم، ولهذا نحن محاصرون في مناطق محددة.
اقرأ أيضاً: بسبب الغلاء الفاحش في أسعار الأعلاف.. مربو المواشي في ريف الرقة يلجؤون إلى طرق بديلة لتغذية مواشيهم
وبدوره قال على الأحمد، مربي أغنام من الرقة:" إنَّ الجفاف أثّر بشكل كبير على مربي المواشي، لقد طالبنا أكثر من مرة بتقديم الدعم لنا من الجمعيات الحيوانية، لكن الفساد المستشري فيها والسرقات الكثيرة التي يقوم بها رؤساء الجمعيات تمنع وصول الدعم لنا".
وتشهد أعداد الثروة الحيوانية في سوريا انخفاضاً كبيراً فاق الـ 60 %، خلال السنوات الأخيرة، وذلك بعد هجرة أصحاب المواشي، وقلة الزراعة وازدياد عمليات تهريبها إلى الدول المجاورة، بالإضافة للصراعات العسكرية الكثيرة والتي نتج عنها تقاسم للسلطة على كافة الأراضي السورية.