قاسم سليماني من عامل بناء فقير لصاحب لقب سفاح الشرق الأوسط الطائفي!
خاص-عين الفرات
يصادف اليوم الثالث من العام الحالي الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والوجه الأبرز من وجوه إجرام الثورة الإسلامية في إيران، قاسم سليماني، والذي لقي مصرعه نتيجة غارة أمريكية استهدفت سيارة كان بداخلها هو و نائب رئيس هيئة ميليشيا الحشد الشعبي العراقي، جمال جعفر محمد علي آل إبراهيم ( جمال إبراهيمي كما تسميه إيران) والمعروف باسم أبو مهدي المهندس، أثناء تواجدهما بالقرب من مطار العاصمة العراقية، بغداد.
قاسم سليماني من مواليد قرية قناة ملك في محافظة كرمان الإيرانية بتاريخ 11 مارس/آذار بالعام 1957، لأسرة فقرة الحال لم يكن لها ذكر بتاريخ البلاد السياسي.
وفي شبابه، بدأ سليماني العمل بسن مبكرة في مجال البناء بهدف مساعدة والده بسد ديونه، وأغلب المعلومات المتوفرة عنه تشير إلى أنَّه لم يتلقَ تعليماً مدرسياً كافياً، وترك الدراسة بمراحلها الأولى.
وبعدها بسنوات، عمل سليماني في شركة المياه كـ فني، ليلتحق بالحرس الثوري بعد انقلاب الخميني على حكم الشاه ضمن ما عرف باسم "الثورة الإسلامية" في العام 1979، وعمل بصفوفه لمدة طويلة كحارس في شمال غربي البلاد، ليبدأ بخط سجله الإجرامي خلال قمع نظامه لانتفاضة الأكراد بمقاطعة أذربيجان الغربية (1979- 1988).
وفي الفترة ذاتها، اندلعت الحرب العراقية الإيرانية (1980- 1988)، والتي ظهر فيها سليماني إلى الواجهة بعد قيادته لمجموعة عسكرية أسسها بنفسه من شبان محافظته، كرمان، ليلمع نجمه بشكل ملحوظ خلال السنين الأولى من الحرب، ويتعرض للإصابة خلال العملية العسكرية التي احتل فيها الإيرانيون أجزاءً من الأراضي العراقية القريبة من الحقول النفطية، والتي حملت اسم "طريق القدس"، ليعمل طبيبه على محاولة اغتياله خلال فترة تداويه، قبل أن ينكشف أمر الطبيب الذي سجل أولى محاولات الاغتيال بحق سفاح الشرق الأوسط.
وبعدما وضعت الحرب العراقية الإيرانية أوزارها، وصل سليماني لقيادة الحرس الثوري في محافظته القريبة من الحدود الأفغانية، ويقود هناك بعمليات مكافحة تهريب الأفيون من المنطقة لأفغانستان وتركيا وصولاً لأوروبا، كون الحرس الثوري يعتمد على تجارة الممنوعات كأحد مصادر تمويله الرئيسية، ولا يسمح لأحد بمنافسته عليها.
ليبقى سليماني في منصبه طيلة عقد من الزمن، ويتسلم بعدها قيادة فيلق القدس (القوات الخاصة المسؤولة عن العمليات الخارجية للنظام الإيراني) التابع للحرس الثوري، خلفاً لـ، أحمد وحيدي، ويسجل المزيد من الجرائم على مستوى الشرق الأوسط والعالم، والتي يعتبرها المرشد الأعلى في البلاد "خامنئي" إنجازات في مسيرة نظامه، وينال عبرها الترقية من لواء إلى فريق بالعام 2011.
حيث اعتبر سليماني نفسه القائد العام لميليشيا حزب الله اللبنانية الطائفية، وتغنى بالعديد من لقاءاته الصحفية بحرب الـ33 يوماً بين الميليشيا وإسرائيل بالعام 2006، ليكشف باللقاءات عن تواجده طيلة فترة الحرب في لبنان ضمن غرفة عمليات مكونة منه ومن الأمين العام للميليشيا، حسن نصرالله، والقائد العسكري فيها، عماد مغنية، والذي كان ذهب قبل الحرب إلى دمشق ليحضر سليماني إلى بيروت بغية الإشراف على الحرب وتقديم التقارير المباشرة لخامنئي.
وكان لبنان بالنسبة لسليماني جسر العبور نحو عمليات فيلق القدس الخارجية بالعديد من البلدان( مثل سوريا والعراق التي كان يعتبر الحاكم الفعلي لها واليمن وفلسطين، وحتى أفغانستان)، كما أنه كان صاحب الأمر المباشر بتدخل ميليشيا حزب الله في سوريا وسفك دماء السوريين والإمعان بقتلهم وتهجيرهم، إلى جانب مسؤوليته عن توغل الميليشيا بمفاصل الدولة اللبنانية.
إلى زينب #قاسم_سليماني.. والدك مجرم سفاح لم ينقذ أطفال #سوريا ولم يحارب "#داعش"#قاتل_وليس_قاسم#عين_الفرات pic.twitter.com/dvpYrH9lh3
— عين الفرات - Eye of the Euphrates (@euphrateseye) January 1, 2021
وهو ما أكده خطاب نصر الله التأبيني عقب مقتل سليماني، حين وصفه بـ القائد الجهادي الإسلامي العظيم، والداعم الأول لحركات المقاومة بالمنطقة، على حد ادعاءه، لافتاً إلى أنَّه حذره خلال إحدى زياراته الأخيرة إلى لبنان من التركيز الإعلامي الأمريكي على شخصيته بما يشير لمحاولة اغتياله.