شبكة عين الفرات | أبواب وشبابيك تقيهم برد الشتاء.. أقصى ما تتمناه عائلة نازحة في ريف الرقة

عاجل

أبواب وشبابيك تقيهم برد الشتاء.. أقصى ما تتمناه عائلة نازحة في ريف الرقة

تعاني السيدة خديجة وعائلتها ظروفاً إنسانية صعبة، حيثُ تسكن هي وعائلتها المكوّنة من ثمانية أفراد في منزل بسيط في حي حارة البدو الواقع في الأحياء الشمالية لمدينة الرقة الخاضعة لسيطرة "قسد"، بعد ثلاث سنوات من النزوح، تاركة خلفها قريتها الصغيرة.

عندما تدخل الحي يلفت انتباهك شيء غريب، ترى بيتاً بسيطاً بين أبنية عالية له باب من بطانيات وقطع من الألبسة المُرقّعة والهواء يدخل بينهن ويأخذها حيثُ يشاء، يلعب الأطفال على جدرانه وبين فتحات الحيطان المدّمرة وبقايا طلاقيات الحروب التي شهدتها المنطقة. 

" لا نريد سوى أن نُستر من البرد، وأن أحميَ أطفالي الصّغار" 

في منزلها المتواضع في حي البدو الذي يعد أكثر الأحياء دماراً، تشكو السيدة خديجة من سوء وضعها المادي وسوء البيت الذي تسكنه هي وأطفالها وزوجها، فالمنزل لا يوجد فيه أبواب وشبابيك حماية تقييهم من برد الشتاء وحرارة الصيف، وما يصاحب فصل الصيف أيضاً من دخول الحشرات والأفاعي ما يزيد ذلك خطورة .

فرشت السيدة خديجة (44 عام) أرضية "الركام" الذي تسكن فيه بأكياس خيش مهترئة وبعضاً من البطانيات، حيث يوجد بعض ما تبقى من غرفه التي يدخلها الهواء من حيثُ يشاء، إضافةً إلى عدم وجود أي مرافق أخرى في المنزل كحمام ومطبخ بسيط للعائلة، فهي تجاهد طول اليوم لتأمين ما يملئ بطون أطفالها الجائعون، فالأب مريض بدسك حاد في فقرات ظهره، ويعجز عن العمل.

عائلة مهجرة

السيدة خديجة مسكنها الأساسي في معدان في ريف الرقة الجنوبي، وهي خاضعة لسيطرة قوات النظام والميلشيات الموالية لها، نزحت من مسقط رأسها بعد سيطرة النظام على قريتها بمسرحية هزلية، متجهة صوب المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وتصنف معاناتها بأنها قاسية ولا تختلف عن معاناة بقية السوريين، وتروي لـ"عين الفرات" قصتها قائلةً "بعد أن أطلقت قسد معركة كبيرة لتحرير المنطقة من رجس داعش، كنا نتأمل أن تتحرر معدان على يدهم، لكن الذي زاد الأمر سوءاً هو وصول قوات النظام وميلشياتها إلى معدان بمسرحية لا تكاد تصدق، فالمرتزقة لم يبدوا أية مقاومة تذكر".

وتتابع "هنا كان لا بد من النزوح صوب مناطق الجزيرة شمال الفرات، فعزمت الرحيل، وضببت الأوراق اللازمة، ولكن كيف لي أن أنقل زوجا لا يستطيع المشي، وثمانية أطفال منهم أربع يريدون من يحملهم، وشاءت الأقدار أن نصل إلى مناطق شمال شرق سوريا".

وحطّت السيدة خديجة رحالها في الرقة التي أصبحت تحت سيطرة "قسد"، "ولكن الأحياء ممتلئة بالركام، والمنازل لا تصلح للسكن" تضيف السيدة.

وفي إحدى أبنية الرقة أوت خديجة للمكوث بجوار حيطانه، فداخل المنزل لا يختلف عن خارجه ففي كلا الأمرّين السماء هي السقف، وتصف خديجة هذه الحالة، فتقول "نفترش الأرض في الصيف ونلتحف السماء، لا معين لنا، لم نترك ولا منظمة إنسانية ولم نذهب لها، وكلها تقول أنتم من الرقة، ولا معونات لكم، الأولوية للنازحين، فأعود خالية الوفاض".

خديجة التي ازدادت معاناتها في الشتاء لا سيما بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت في العشرة أيام الأخيرة على الرقة، طلبت طلبا واحدا فقط "لا نريد سوى أن نستر من البرد، بأي شيء كان".

ويقطن في الرقة وأريافها الشمالية عدد كبير من أهالي ريف الرقة الجنوبي وأرياف دير الزور الغربية الواقعة جنوب نهر الفرات، وتعد استعادة السيطرة عليها من قبل قوات النظام هي أهم سبب لنزوحهم باتجاه المناطق التي سيطرت عليها "قسد" بعد معارك مع "داعش".

منزل عائلة مهجرة

 

منزل عائلة مهجرة

 

منزل عائلة مهجرة

 

أخبار متعلقة