ما غاية روسيا من إعادة تموضعها في سوريا؟
أعادت روسيا خلال الأشهر الماضية بسط نفوذها في مناطق سيطرة النظام، حيث وسعت بشكل لافت وجودها العسكري جنوبي سوريا وخاصة قرب خطوط فض الاشتباك مع إسرائيل ، حسب موقع "المجلة".
وتشير التحركات الروسية إلى طموح متجدد في الشرق الأوسط، كما أفادت تقارير إسرائيلية بأن مسؤولين إسرائيليين التقوا بنظرائهم الروس في موسكو، لبحث إمكانية الوساطة الروسية لمعالجة المخاوف الأمنية الملحة لإسرائيل على حدودها الشمالية.
ويشكل الوجود الروسي جنوبي سوريا بالنسبة إلى إسرائيل فرصة للحد من تدفق الأسلحة إلى مليشيا "حزب الله"، ورغم ترددها في البداية إلا أنها ألمحت بعد ذلك إلى استعدادها للانخراط بشكل أكبر في المنطقة.
وبيّن الصمت الروسي المريب تجاه الأحداث في المنطقة بعكس بقية الدول، إلى وجود مصالح لها في خلق فوضى متصاعدة بالمنطقة، ما يسمح لها بالتمدد في سوريا بما يخدم مصالحها الاستراتيجية.
ومن المحتمل أن روسيا حسبت أن الدعم الأمريكي المتزايد لإسرائيل سيعيد تركيز الولايات المتحدة على الشرق الأوسط، ما يعني صرف انتباهها عن أوكرانيا، وهو ما يشكل تهديدًا للمصالح الروسية في المنطقة لذلك سارعت إلى اتخاذ مواقف أكثر حزمًا.
ومع تصاعد العمليات الإسرائيلية في سوريا، لم يعد بوسع روسيا أن تبقى مكتوفة الأيدي باعتبار الأحداث تشكل تهديدًا على نفوذ موسكو.
واتخذت روسيا لأجل ذلك دورًا أكثر نشاطًا جنوب سوريا، حيث نشرت تعزيزات على طول الحدود السورية وحفرت الخنادق على طول المنطقة منزوعة السلاح.
وأكدت تصريحات "ألكسندر لافرنتييف" المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا هذا الأمر، بعدما حذر من احتمال غزو إسرائيلي للجنوب السوري، لتسارع موسكو لاستغلال الأمر ونشر تعزيزات عسكرية على الأرض.
وأضافت روسيا مؤخرًا نقطة مراقبة عسكرية جديدة، ليصبح إجمالي عدد نقاط المراقبة في المنطقة 8 نقاط.
ويعكس انخراط روسيا المتزايد في سوريا طموحها في إعادة تشكيل الشروط الإقليمية، إلا أن قدرتها على العمل كضامن موثوق للاستقرار لا تزال موضع شك كبير، لا سيما وأنها تسترشد في تحركاتها بمصالحها الذاتية.