الأسد يتخلى عن إيران.. ما المؤشرات؟
تتوالى المؤشرات الدالة على بدء تخلي نظام الأسد عن حلفائه في الإجرام، من إيران ومليشياتها الطائفية وعلى رأسها "حزب الله" أملًا في تجنب مصير مماثل لما يحدث في الضاحية الجنوبية.
وكانت البداية من غياب رأس النظام بشار الأسد عن تشييع رئيس النظام الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، على غير المعتاد.
وبان كذب نظام الأسد عن محور ما يسمى زورًا "المقاومة"، بعد أحداث السابع من أكتوبر التي ضربت إسرائيل.
إذ اكتفى الأسد بالتنديد المزعوم بجرائم إسرائيل دون التطرق إلى الطرف الآخر، ولم يفتح نظام الأسد كما تشدق طوال الأعوام الماضية جبهة الجولان المحتل لتبقى هادئة كما اعتاد السوريون عليها منذ عهد والده.
ولم تكن جرائم مليشيا "حزب الله" بحق السوريين طوال السنوات الماضية وتثبيت حكم الأسد، كافية بعد مقتل زعيمها المدعو حسن نصر الله لبقاء تحالف المجرمين، حيث اكتفى النظام ببيان تعزية لا يرقى لمن قدم عناصره فداء لإبقاء رأس النظام فوق كرسيه.
بل على العكس خرجت تقارير عدة تُفيد بتورط استخبارات النظام بمقتل كبار قياديي مليشيا "حزب الله" و"الحرس الثوري" في سوريا، عبر تسريب معلومات عن أماكن إقامتهم إلى إسرائيل.
وتجلت دلائل تخلي الأسد عن مليشيات إيران في مصادرة التظام مستودع أسلحة لمليشيا "حزب الله" في ريف دمشق قبل أسابيع.
وبالمقابل تحاول روسيا استغلال تطور الأحداث لصالحها، سواء عبر الحفاظ على نظام الأسد بعدما ساعدها باستغلال ما تبقى من الموارد الطبيعية، أو عبر إضعاف نفوذ إيران ومليشياتها في سوريا.
ورغم اعتراف روسيا بأن النفوذ الإيراني لا يزال قائمًا في سوريا، إلا أنه في المقابل يوجد اعتراف من موسكو بأن بعض التغيرات حصلت بالفعل في إشارة إلى تراجع دور. طهران.
بالمحصلة، قد يزداد بعد الأسد عن إيران بعد تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة، فهو من جهة يخاف من ردة فعل أمريكية غير متوقعة تجاه نظامه، ومن جهة أخرى يطمع بإزالة ولو جزء من العقوبات المفروضة على اقتصاده، وقد يقبل بدفع ثمن ذلك بالتخلي عن إيران وذراعها المتهالك "حزب الله".