عندما برّر "نصر الله" عدم رده على إسرائيل
من يخالط نظام الأسد لا بد أن يتحلى بصفاته، وهذا حال متزعم مليشيا "حزب الله" اللبناني المدعو "حسن نصر الله" والذي خرج كعادته يزعم نيته الردّ على إسرائيل بعد مقتل أحد قادته "فؤاد شكر" دون أن يحصل الرد المزعوم حتى اليوم.
"نصر الله" برر تأخير رده أو بالأحرى إلغاءه بأن إنما يعاقب إسرائيل، دون أن يصل جهابذة التحليل السياسي وعلماء الحرب النفسية إلى ماهية هذا العقاب.
اعتراف بقوة الضربات
لم يستطع "نصر الله" إنكار الضربة الموجعة التي تلقاها حزبه بمقتل المدعو "شكر"، إلا أنه حاول خائبًا التقليل من أهميتها بقوله إنها "إنجاز لإسرائيل وليست انتصارًا لها".
وعاد بعدها زعيم المليشيا ليناقض نفسه بالحديث عن قتيله "شكر" وقدراته، باعتباره أحد مؤسسي "الحزب" في ثمانينات القرن الماضي.
تزامن خطاب "نصر الله" مع هدير طائرات الاحتلال الإسرائيلي كان كافيًا لافتضاح كذبته بقوة الردع التي يدعيها، خاصة أن طائرات الاحتلال خرقت جدار الصوت فوق العاصمة اللبنانية، قبيل دقائق من بدء كلمة "نصر الله".
طائرات إسرائيل أجبرت عناصر مليشيا "حزب الله" قبل غيرهم للهروب بحثًا عن ملجأ آمن، ظنًّا منهم أنها ستطالهم كالعادة.
جعجعة بلا طحين
باتت كلمات "حسن نصر الله" المتلاحقة مثار سخرية اللبنانيين قبل غيرهم، مع كثرة التهديدات التي يطلقها ضد إسرائيل ولا يرى منها المتابع على أرض الواقع سوى استهداف عمود الاتصالات الذي لم يقع بعد.
وارتفعت عقب اغتيال المدعو "شكر" أحلام أنصار ما يسمى "محور المقاومة"، باستهداف كبير يطال إسرائيل.
ليُخيّب كعادته "نصر الله" أحلامهم بإطلاق عناصره بضع رشقات نارية لم تحقق أي هدف يُذكر سوى عبر وسائل إعلامه الكاذبة.
وبالمحصلة، من لم يردّ على مقتل أحد مؤسسي حزبه الإجرامي "فؤاد شكر" سوى ببضع قذائف لم تغير من واقع الأمر شيئًا، لا يُتوقع منه أن يصدق بتهديداته، حتى لو طالت الاغتيالات رأس زعيم الحزب "حسن نصر الله" ذاته.