شبكة عين الفرات | لا مجال لإعادة تدوير الأسد.. هل وصلت الدول المطبعة إلى هذه البديهية؟

عاجل

لا مجال لإعادة تدوير الأسد.. هل وصلت الدول المطبعة إلى هذه البديهية؟

عام أو يزيد مرَّ على إعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية، وبدء التطبيع مع نظامه أملًا في لجمه وإيقاف تدفق شحنات "الكبتاجون" من سوريا إلى دول المنطقة عبر الأردن.

ولم يثبت الأسد خلال الأشهر الفائتة أي حسن نية، ولم يفِ بأيٍ من الوعود التي قدمها ومنها حلّ قضية اللاجئين وتأمين العودة "الآمنة" لهم، فضلًا عن قضية "المخدرات".

واتّبع رأس النظام خلال تلك الفترة سياسة أبيه من قبله بالمماطلة والتسويف، وصولًا إلى تمييع القضايا المطروحة والإغراق بالتفاصيل بعيدًا عن جوهر الموضوع.

الأسد الصامت 

حضر أو أُحضر الأسد إلى قمة المنامة الأخيرة دون إعطائه الدقائق الثلاث التي مُنحت لغيره للحديث.

وليس من المصادفة أن يبقى الأسد صامتًا أو مستمعًا على غير عادته، بل هناك العديد من الإشارات حول القصة.

إذ لم يُقدم الأسد أي شيء للدول العربية التي سارعت لاحتضانه والتطبيع معه قبل أشهر، ظنًّا منها أنه سيفي بوعوده.

وكيف يفي بوعده من لا يملك من قراره شيئًا، مع انتشار المليشيات الإيرانية والروسية على كامل بقاع سيطرة النظام وبقاء الأسد مجرد واجهة لا يتعدى دوره الكلام والاجتماعات وانتظار التصفيق.

المخدرات لن تتوقف 

طالما بقيت إيران مسيطرة على طول الحدود السورية سواء من لبنان أو العراق أو الأردن، فمن غير المتوقع أن تتوقف شحنات "الكبتاجون" من الدخول باتجاه الأردن ومنها لدول الخليج.

وهذا إذا افتُرض وجود رغبة للأسد في إيقاف تلك الشحنات، وهو ما لا يصدقه عاقل باعتبار تلك التجارة باتت المصدر الرئيسي لنظام الأسد للاستمرار بإعطاء الرواتب لشبيحته ومرتزقته.

 

اللاجئون السوريون 

توهمت بعض الدول العربية عندما سارعت لحضن الأسد أن الأخير قادر على حلّ مسألة اللاجئين بإعادتهم إلى مناطق سيطرته. 

وبمجرد نظرة بسيطة يجد المرء أن عودة اللاجئين اليوم بشكل "آمن" و"كريم" أمر مستحيل، بوجود أجهزة الأمن التي تنتظر العائدين بفارغ الصبر للانتقام ممن هتف ضد رأس النظام.

ومن يكتب له النجاة ويصل مدينته لن يجد من بقايا منزله سوى الركام ولا شيء غيره، بعدما دمر الأسد ذاته مدينته وسرقت شبيحته ممتلكاته، فإلى أين يعود؟

خلاصة القول

عاد الأسد من قمة المنامة كما ذهب إليها خالي الوفاض، فمن جهة لم تنجح الدول في الضغط عليه لتنفيذ ما اتُّفق عليه قبل أعوام، ومن جهة أخرى لم ينجح هو في ملئ جيوبه الفارغة من خزينة دول الخليج بحجة "إعادة الإعمار" الكاذبة.

ورغم كل الضغوط الملقاة على الأسد، يُصر الأخير على سياسة التشبيح التي انتهجها منذ بداية الحراك الشعبي رغم الضعف الذي أصاب نظامه وجيشه، والذي فقد معه السيطرة على أصغر دائرة مدنية بنظامه ولم يعد يملك من أمره سوى الثرثرة والضحك بانتظار المُصفقين.

أخبار متعلقة