شبكة عين الفرات | آخر صرعات نظام الأسد.. "سنحرر الجولان لأهميتها السياحية"

عاجل

آخر صرعات نظام الأسد.. "سنحرر الجولان لأهميتها السياحية"

لا يكاد يمر يوم أو أكثر، إلا ويطل علينا أحد مسسؤولي النظام بأفكار جديدة أقل ما يقال عنها إنها مضحكة، كحال نظام السيادة والممانعة.

قبل فترة أطل وزير الكهرباء التابع للنظام، مبررًا بأسلوب وقح سبب الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي أنه أتى منسجمًا مع وضع المواطن المادي، وفي حال توفرت الكهرباء طوال النهار، لن يتمكن السكان من تحمل الفاتورة.

واليوم يخرج علينا وزير السياحة، أو ما بقي من السياحة ، مستذكرًا بعد سنوات أن القنيطرة تعدّ من أكبر البوابات السياحية، لكن بشرط واحد ألا وهو استعادة الجولان.

ماذا بقي من السياحة؟ 

منذ اندلاع الحراك الشعبي في سوريا عام 2011، لم تترك آلة النظام الهمجية حجرًا على حجر، ولم تسلم المعالم السياحية والأثرية من إجرام الأسد وحلفائه. 

فمن مدينة الزبداني التي لطالما شكلت متنفسًا لأهالي دمشق مرورًا بمصايف عين الفيجة وما حولها بريف دمشق، وحتى المعالم السياحية الدينية لم تسلم من قصف نظام الأسد، وأبرزها جامع خالد ابن الوليد في حمص والجامع الأموي في حلب.

ووصل تدمير الأسد ونظامه للمعالم السياحية إلى كافة المناطق الخارجة عن سيطرته ومنها الجسر المعلق في ديرالزور، ومدينة أريحا بريف إدلب وغيرها الكثير، فهل بقي من السياحة في مناطق أسد شيء.

في الحقيقة بقي وبقي الكثير، ومنها المقامات "الطائفية" المزعومة التي لم نسمع أو آبائنا عنها شيئًا من قبل، والتي لا يزورها إلا أناس محددون يصيحون بالعويل واللطم والصراخ، وهذا النوع من السياحة لا يستفيد منها نظام الأسد في شيء.

السيادة الوطنية 

تذكر نظام الأسد بعد مرور أكثر من خمسين عامًا وجود منطقة محتلة اسمها الجولان، وتذكر وزير سياحته أن القنيطرة من أهم المعالم السياحية في البلاد.

واشترط وزير النظام فقط تحرير الجولان لتنشيط القنيطرة كمعلم سياحي هام، مفترضًا بتحريره للجولان إبعاد العدو الصهيوني عن القنيطرة.

إلا أن من يريد تحرير أرضه ينبغي أن تكون سيادته مطلقة على البلاد وهو ما لا ينطبق على الأسد منه شيء.

فمن جهة باتت مطارات دمشق وحلب ممرًا للطائرات الإسرائيلية تقصفها صباح مساء، ومن كان يحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين، سكت حتى عن مجرد الكلام بهذا الحق.

ومن ناحية أخرى لم يبق احتلال في العالم لم يدخل سوريا، ولم تبق مليشيا تدعي المقاومة إلا ودخلت البلاد، لا بل واستقرت على حدود الجولان منذ 13 عامًا فماذا كانت النتيجة.

الجولان لا زال محتلًا بل ولم تجر أية محاولة كاذبة لاستعادته، اللهم بضع شعارات من المدعو "نصر الله" يليها عويل عناصره عند أول استهداف يطالهم.

بل على العكس أعطت المليشيات الطائفية ظهرها لإسرائيل، ووجهت وابل أسلحتها تجاه السورييين غير آبهة بمن عارض أو أيد الأسد.

مقامات دينية

من جملة ما تشدق به وزير سياحة النظام عن القنيطرة أن بها معلمًا سياحيًا دينيًا هامًا، وهو مقام الصحابي الجليل "أبو ذر الغفاري".

وهنا يظهر تناقض نظام الأسد الغريب، فمن يدعي حماية مقام الصحابي في القنيطرة، كيف صمت عن الاعتداء الطائفي على مقام الخليفة الأموي "معاوية بن أبي سفيان" قبل أيام في دمشق، رغم ما يمثله من رمزية لغالبية السوريين.

ولم يتوقف الكذب هنا، إذ أن نظام الأسد نفسه ومعه مليشيات إيران، هم ذاتهم من اعتدى على قبر الخليفة الأموي "عمر بن عبد العزيز" قبل فترة ليست ببعيدة عقب سيطرة النظام على المنطقة الواقعة بريف إدلب.

أهمية القنيطرة لنظام الأسد

أشاد الوزير المذكور بأهمية القنيطرة لما تحويه من توليد الطاقة الكهربائية عبر فتحات هوائية طبيعية.

ورغم عدم ذكره ما الشيء المشترك بين السياحة وبين توليد الكهرباء، إلا أن السؤال المطروح أن القنيطرة استعيدت أو أعيدت بصفقة ما منذ عام 1973، فلماذا لم يتذكر الأسد الأب أو الابن وجود الفتحات الهوائية إلى اليوم؟. 

ولماذا لا يركز نظام الأسد لو كان صادقًا على معالم سياحية بأماكن أكثر أمنًا، ومنها الساحل السوري مثلًا لإعادة تنشيط السياحة التي يلهث وراءها ليل نهار.

ختامًا لا يزال نظام الأسد يتخذ نفس الأساليب عبر تخدير جمهوره القليل، حول قفزة قادمة وانتعاش اقتصادي، وبالمقابل يربط دائمًا بين عدم حدوث النهضة المزعومة بالمؤامرة الكونية والإرهاب الذي يعاني منه والاحتلال، وما إلى ذلك من كذبات باتت مكشوفة، ولكن لمن أراد النظر بعقله.

أخبار متعلقة