شبكة عين الفرات | أزمة بايدن الداخلية وخيارات الردّ على هجوم الأحد

عاجل

أزمة بايدن الداخلية وخيارات الردّ على هجوم الأحد

تتعرض القوات الأمريكية في سوريا والعراق لاستهدافات متتالية منذ عام ٢٠١٨، على يد مليشيات إيران المنتشرة بشكل خاص في المنطقة الحدودية القائم-البوكمال.

هذه الهجمات وضعت الرئيس الأمريكي بايدن أمام أزمة داخلية، نتيجة الانتقادات المستمرة التي يتعرض لها من معارضيه خاصة في الحزب الجمهوري.

وتأخذ هذه الانتقادات بُعدًا يهدّد مستقبل الحزب الديمقراطي في الحكم، خاصة أنها تتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات في الولايات المتحدة، والتطورات في ولاية تكساس وولايات أخرى ساندتها في قضايا تتهم الرئيس بايدن بالتساهل بها.

الردود الأمريكية على هجمات المليشيات الإيرانية، ظلت بعيدة عن فاعلية الرد الحقيقي، فيما بدا أن واشنطن تتجنب التصعيد، أو لا ترغب بإشعال حرب إقليمية سببها إيران.

وبسياسة تحريك العصا على الكلب، تمادت إيران عبر مليشياتها وانتقلت من مرحلة جس النبض إلى مرحلة الاستهداف المباشر والمؤذي، خاصة بعد أن فهمت أن الرد الأمريكي سيكون محدودًا ويمكن السيطرة عليه باتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية في مواقع وجودها في سوريا والعراق.

والدليل أن إيران وبعد كل استهداف تسارع إلى إفراغ مقرات مليشياتها، وإخفاء قيادييها وآلياتهم عن الأنظار، ريثما تنتهي موجة الرد المحتمل.

الردّ الأمريكي الداخلي

استغل أعضاء في الكونغرس هجوم يوم الأحد لتضخيم انتقاداتهم لبايدن وإدارته، ورفع أصواتهم المطالبة بالردّ على استهدافات المليشيات الإيرانية بقصّ ذنب الكلب وليس تجنب عضته.

وناشد زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الجمهوري "ميتش ماكونيل"، إدارة بايدن فرض "تكاليف معوقة خطيرة" على إيران ووكلائها.

وقال ماكونيل: “إن الوقت المناسب للبدء في أخذ هذا العدوان على محمل الجد، كان قبل وقت طويل من فقدان مزيد من الأمريكيين الشجعان حياتهم".

وقال السيناتور" ليندسي غراهام" ، إن استراتيجية الرئيس لردع التصعيد "فشلت فشلاً ذريعاً"، ودعا إلى ضرب "أهداف ذات أهمية داخل إيران".

وأضاف غراهام: "الشيء الوحيد الذي يفهمه النظام الإيراني هو القوة"، وإلى أن "يدفعوا ثمن بنيتهم التحتية وأفرادهم، فإن الهجمات على القوات الأميركية ستستمر".

احتمال التصعيد

الضغوطات على إدارة بايدن كبيرة، لذلك من المرجح أن ترد الولايات المتحدة بقوة على المليشيات الإيرانية ومصالح طهران في المنطقة.

وأيًّا كان الرد الأمريكي، فلن يصل إلى حرب شاملة، لأن كل الأطراف لا ترغب بوصول الأمور إلى هذا المستوى، لكن الانفلات الإيراني تجاوز كل الحدود، ما يُهدّد بارتكاب مليشياتها المزيد من الاعتداءات، وبالتالي جرّ المنطقة إلى الفوضى التي تنشدها إيران.

والأخطر، هو مساعي إيران لجرّ الأردن إلى معركة أوسع، في ظل العمليات العسكرية التي تضطر عمان لتنفيذها في داخل الأراضي السورية لاستهداف تجار المخدرات ومصانع الكبتاغون التابعة للنظام السوري وإيران وحزب الله، والتي أدت أخيراً إلى مقتل مدنيين.

حتى الآن لم تتخذ الولايات المتحدة إجراءات حقيقية ضد إيران، وعليه وفي حال لم تقتنع إيران بحجم الردّ، ستسمر بخططها التدميرية وستجرّ المنطقة يومًا ما وبشكل حتميًّ إلى الحرب التي يتجنبها الجميع، وقتها سيكون الثمن أكبر بكثير من ثمن الردع.

 

عبد الله مسعود

 

 

أخبار متعلقة