شبكة عين الفرات | الخلل الأمني لـ"الحرس الثوري" بسوريا.. اختراق عمائم ولاية طهران

عاجل

الخلل الأمني لـ"الحرس الثوري" بسوريا.. اختراق عمائم ولاية طهران

بعد أقل من شهر على مقتل المدعو "رضي موسوي" القيادي في "الحــرس الثوري" الإيراني، في منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق، هاجمت إسرائيل حي المزة الدمشقي وقتلت فيمن قتلت بالهجوم قادة ستة كبار أحدهم مسؤول استخبارات "فيلق القدس" في سوريا المدعو "صادق أوميد زادة".

حجم القتلى الإيرانيين ومسؤولياتهم ومناصبهم في سلم السلطة الإيراني، وخاصة الاستخباراتيين منهم، يضع إشارات استفهام كبرى حول مستوى اختراق صفوف الإيرانيين، هذا إذا ما أُضيف إلى كل ما سبق عاملان مشتركان في هوية معظم القتلى، الأول مكان الاستهداف (مناطق نظام الأسد) والثاني انتماء غالبيتهم إلى الدائرة المقربة من الإرهابي المقتول "قاسم سليماني".

المدعو "الحاج صادق" كان بيت أسرار نظام خامنئي والرجل الظل بعد "قاسم سليماني" في قيادة "فيلق القدس" استخباراتيًّا، قُتل ببساطة خلال اجتماع أمني في حي سكني يسهل تمويه وجوده فيه كما لا يتعذر إطلاقًا كتمان موعد الاجتماع أو شخصياته، خاصة أن مكونات الاجتماع شخصيات منوط بها العمل الاستخباراتيّ، فكيف تُخترق إيران إلى هذا المستوى.

الأصوات التحليلية والبحثية التي انطلقت من داخل إيران، وجهت الاتهام فورا إلى نظام الأسد وأجهزته الأمنية، بينما رأت وجوه تمتهن العمل السياسي أن نظام طهران ذاته مخترق بما فيه "الحرس الثوري"، وآخرون صعّدوا من تحليلاتهم بوجود تفاهمات دولية استراتيجية اقتضت التخلص من دائرة "سليماني" كلها وإنهاء مشروعه في المنطقة.

ويستند أصحاب وجهة النظر الأخيرة إلى ردّ إيران الضعيف مقارنة بمستوى الاستهدافات، وكذلك إلى أن جميع المستَهدفين تقريباً هم من أجنحة المشروع المليشياتي الطائفي الذي أطلقه "سليماني" في سوريا والعرق ولبنان، مؤكدين أن هذه الاستهدافات ستطال يومًا متزعم مليشيا "حزب الله" اللبناني "حسن نصر الله" كونه الجناح الأهم في مشروع "سليماني".

ويرى أصحاب فكرة اختراق نظام خامنئي و"الحرس الثوري" أن الحاضنة الطائفية لإيران غير ذات مبدأ ويسهل شراء ذمتها، وهم في غالبهم متقلبو الولاء، وهذا يشمل برأيهم المحليين منهم أو الأجانب وحتى الإيرانيين، لذلك لا يصعب أبدًا الوصول عن طريقهم (عناصر وقيادات) إلى أدق التفاصيل الاستخباراتية عن عمل المليشيات الإيرانية داخل سوريا.

وتأتي تحليلات أصحاب نظرية توجيه الاتهام لنظام الأسد وأجهزته الأمنية، لتقف في ظل التحليلين السابقين، لأن نظام الأسد حدّ ذاته مخترق وضعيف ولا يُدير البلاد، إنما من تديره كتل بعضها يقف مواليًا لإيران (وهذا يُصنف ضمن متقلبي الولاء)، أو موالون للروس وهؤلاء أيضاً عامل جديد للاختراق.

وعليه أيًّا كان سبب الخلل الأمني في عمليات نظام خامنئي داخل سوريا، فإن الاختراق الأمني حاصل ومستمر، وينهش مشروع إيران الطائفي في المنطقة من داخله، ويبشر بنهايته ونهاية القائمين عليه فردًا فردًا.

أخبار متعلقة