وفق منطق مؤيدي النظام.. الحمار "منيح" والمشكلة بالبردعة
يروّج إعلام النظام أن السوريين ينتظرون بفارغ الصبر إعلان الأسد عن إطلاق حملة "الانتخابات التشريعية"، لا لشيء إنما فقط لإضافة خيبة جديدة إلى خيبات الأهالي المتراكمة.
ويروج مؤيدو النظام أن ما بعد الانتخابات القادمة لن يكون كما قبلها، حيث ستتحول مناطق النظام فور انتهاء الانتخابات إلى ربوع خضراء وستنتهي معاناة السكان الذين سيرددون هتافات ترحب بالوقود المفقود، وبارتفاع مستوى المعيشية وبعودة التيار الكهربائي، وسينسى الأهالي كل ما عايشوه من سنوات جوع وفقر وحرمان، كل ذلك فور صدور قرار النظام بإجراء انتخابات لمجلس الشعب، كحلّ للواقع المزري في البلاد.
والكارثي فيما سبق أن مؤيدي النظام - كلهم وليس بعضهم – مقتنعون بما سبق التندّر به، حتى أن وسائل الإعلام الموجهة إلى عقولهم بدأت تروج أن الحل والحل فقط سيكون بانتهاء الدور الحالي لبرلمان النظام، وحل حكومة النظام ذاته، ما يؤكد بالنسبة لهم أن المشكلة ليست بشار الأسد إنما وزراءه ومسؤوليه ونواب البرلمان ومدراء الدوائر وكل المجتمع، أما بشار فـ لا.
يحاول الأسد الظهور دائمًا أنه بعيد كل البعد عن أسباب معاناة السوريين وأزماتهم وأن من تحته هم المقرون، وأنه يسعى دائمًا لإيجاد المسؤول المناسب إلا أن البلاد تخلو من هؤلاء، فهو يفصل بذلك بين الحكومة و"القيادة الحكيمة"، ويُحذر من تجاوز فكرة أنه هو رأس الهرم الذي يجب مناشدته دائمًا وأن الحل بيده.
بل وأكثر أنك يجب عليك أيها السوري أن تعيش المرار أولًا وثانياً وثالثًا وحتى عاشرًا، ثم بعدها يحق لك أن تخاطب "سيادة الرئيس" لإنقاذك، وهو يقرر بعدها إن كنت تستحق أن يسعى لأجلك أم لا، بالطبع وباعتقاد كل مؤيد فإن الأسد قادر على ذلك لكن ينتظر "الوقت المناسب"، أليس هو "القائد الحكيم"؟!!.
يتذكر أحد الأصدقاء بالأمس ما حصل في روسيا يومًا، أن "ستالين" كان يوقع كل يوم مئات قرارات الإعدام، وكان المحكومون المقادون إلى الموت يرددون: "لو علم القائد ستالين بظلمنا لتدخل فوراً لإنقاذنا"..!!.
وذكر الصديق نفسه بأن أغبى الناس من يلجأ إلى من لا علاقة له بالمشكلة لحلها، ولكن الأغبى: من يلجأ إلى من هو سبب المشكلة، ظناً منه أنه الحل.
هذا بالضبط حال مؤيدي نظام الأسد وهم ينتظرون من سبب شقاء السوريين للتدخل لإنقاذهم، صحيح أن بعض هؤلاء مدفوع من النظام نفسه لهدف ما، إلا أن معظمهم الآخر ينبطح تطوعًا بدون مقابل، كيف لا ولا يزالون مقتنعين، أن الحمار "منيح" والمشكلة في البردعة.
عبد الله مسعود