غضب الجنوب يهز مشروع إيران في سوريا
تحولت من مظاهرات أسبوعية مطالبة بـ تحسين الخدمات الأساسية والواقع المعيشي والاقتصادي والأمني إلى مظاهرات يومية مطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد وتطبيق القرار الأممي رقم 2254، وإطلاق سراح المعتقلين في سجون قوات النظام.
الاحتجاجات اليومية في السويداء بدأت بعد رفع نظام الأسد أسعار المحروقات بنسبة 200 بالمئة، وعلى إثرها ارتفعت أسعار المواد الغذائية والتموينية قرابة 100 بالمئة، بالتزامن مع انهيار الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، ما دفع الأهالي للخروج بمظاهرات في أغلب مدن وبلدات محافظة السويداء رافقها إضراب عام للمحلات التجارية، وإغلاق المؤسسات والدوائر الحكومية، ومقار حزب البعث، وقطع جميع الطرق المؤدية للعاصمة دمشق.
أكثر من 50 نقطة تظاهر خرجت في عموم محافظة السويداء بين صباحية ومسائية مع تزايد أعداد المشاركين في غالبية المناطق، ضمّت أغلب قرى وبلدات ومدن المحافظة الجنوبية، بمشاركة زعماء دين بارزين بالطائفة الدرزية أبرزهم رئيس طائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري، وشيخ العقل حمود الحناوي، وشيخ العقل يوسف جربوع.
متظاهرو السويداء اتخذوا من ساحة السير والتي بات اسمها ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء مكاناً لتجمع مئات المتظاهرين المطالبين بالتغيير ورحيل المنظومة الحاكمة التي باعت مقدرات وثروات البلاد لروسيا وإيران مقابل بقائها في سدة الحكم، حيث أحرق المتظاهرون صور بشار الاسد في ساحة تشرين بالسويداء، وسط مطالبات بإزالة جميع صور رأس النظام من ساحات البلدات والمدارس.
نظام الأسد وكعادته الخبيثة سعى إلى وأد الحراك الشعبي عبر استقطاب زعماء الدين في الطائفة الدرزية، حيث زار حسام لوقا رئيس إدارة المخابرات العامة السورية برفقة اللواء سهيل فياض أسعد رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في المنطقة الجنوبية، مضافة الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ حكمت الهجري في بلدة قنوات، إلا أن الزيارة باءت بالفشل، ليعود نظام الأسد لـ يرسل محافظ السويداء بسام بارسيك ليعرض عدة حلول مقابل التهدئة وعودة المتظاهرين إلى منازلهم وإعادة فتح المؤسسات الحكومية، إلا أنها رفُضت جميعها من قبل الهجري.
ومن أجل توحيد موقف رجال الدين من احتجاجات السويداء، اجتمع شيخي العقل يوسف جربوع وحمود الحناوي بـ الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري، بهدف إعطاء شرعية لـ الاحتجاجات السلمية.
وبالانتقال إلى درعا فقد علمت مصادرنا الخاصة بعقد أجهزة النظام الأمنية والعسكرية اجتماعاً في مدينة درعا حضره اللواء سهيل فياض أسعد رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في المنطقة الجنوبية، والعميد خردل ديوب رئيس فرع المخابرات الجوية في مدينة درعا، والعميد لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري، والعميد سامر سويدان رئيس فرع الأمن السياسي، والعميد محسن درغام رئيس فرع أمن الدولة، بهدف احتواء الاحتجاجات ومنع اتساعها في محافظة درعا.
أبرز الإجراءات التي اتخذها النظام في درعا منح شباب مدن وبلدات درعا مهلة لـ ستة أشهر للمتخلفين عن الخدمة العسكرية، ممن انضموا للتسويات الأخيرة.
حالة خوف تشهدها المحافظة الجنوبية من لجوء حواجز النظام الأمنية والعسكرية إلى تنفيذ حملات اعتقالات ضد المشاركين بالاحتجاجات في المدن والبلدات المنتفضة ضد نظام بشار الأسد وإيران وروسيا، حيث يخشى من تنفيذ قوات النظام حملات اعتقالات داخل مدن درعا خوفاً من اندلاع مواجهات مع الأهالي، وتحولها إلى مواجهات مسلحة، ما يعني اتساع رقعة الاحتجاجات.
وخلال الأيام الأخيرة أرسلت غرفة عمليات المليشيات الإيرانية المشتركة بمنطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق عناصر من الجنسية اللبنانية والعراقية والسورية إلى ريف درعا، حيث وصل أكثر من 60 عنصراً إلى بلدة قرفا.
المليشيات متعددة الجنسيات الموالية لإيران ستعمل تحت إمرة القائد العسكري لمليشيات حزب الله اللبناني في الجنوب السوري علي عطية، المعروف باسم الحاج حيدر، بالتنسيق مع ضباط الفرقة الرابعة أبرزهم العقيد مهند غانم والعقيد محمد العيسى.
مصادرنا في الجنوب السوري رجحت قيام المليشيات الموالية لإيران بالتعاون مع الفرقة الرابعة بـ تنفيذ عمليات فوضى ممنهجة في محافظتي السويداء ودرعا، من تفجيرات واغتيالات وأعمال خطف وغيرها من الأعمال المشبوهة بحجة تسلل عناصر تنظيم داعش للمنطقة، بالتعاون مع رئيس فرع الأمن العسكري لؤي العلي المقرب من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، والذي يمتلك ميليشيات محلية في درعا والسويداء.