شبكة عين الفرات | الفتوة نادي الظلم والتحدي

عاجل

الفتوة نادي الظلم والتحدي

خاص - عين الفرات 

نادي الفتوة الرياضي من أعرق الأندية السورية فهو أيقونة دير الزور ورمز من رموزها، اتخذ النادي الفرس شعاراً له دلالةً على الأصالة والقوة، يلقبه أهل الدير بالآزوري تيمنا بالمنتخب الإيطالي الذي لمع نجمه في ثمانينيات القرن الماضي ويلبس نفس قميصه الأزرق.

ما يميز النادي هو العلاقة المتينة مع جمهوره الذي لا يفارقه حتى في أسوأ حالاته، أما ما يربط هذا النادي بالجمهور فهو أنه لا يكاد رجل أو شاب من أهالي دير الزور إلا ولعب للنادي في واحدة من فئاته العمرية وذلك بسبب طريقة النادي في تكوين قواعده، حيث لا تخلو أي دورة كروية من دورات المدارس أو الأحياء الشعبية لكل الفئات وخاصة القواعد والأشبال من مراقبين يقومون باختيار نخبة من اللاعبين من هذه المسابقات ثم إرسالهم إلى النادي ليتم تجميعهم ثم اختيار الأكفأ منهم بعد الكثير من العمل والتدريب، كل هذه العمليات تكون باجتهادات فردية وطوعية من مراقبين غالبيتهم من مدرسي التربية الرياضية أو لاعبين قدامى أو حتى رياضيين عاديين.

وهذا هو سر ارتباط الجمهور بناديه والذي يعتبر من أقوى الجماهير في الدوري السوري ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى العربي أيضاً.

ولأن الدوري السوري هو مؤسسة حكومية مثل كل المؤسسات كان لابد أن تطاله يد الإفساد من الرشاوى والمحسوبيات كما في كل مؤسسات النظام .

 ولأن كرة القدم لعبة جماهيرية فيكون الظلم فيها أيضاً جماهيري وواضح ومكشوف، ولعل نادي الفتوة من الأندية التي عانت كثيراً من الظلم والتمييز خاصة في تسعينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا، فالعقوبات التي تعرض لها نادي الفتوة لم يتعرض لها أي نادي آخر على الإطلاق.

وبمراقبة بسيطة لسجل النادي تراه في موسم واحد ينتقل من المنافسة على صدارة الدوري إلى المنافسة على البقاء في نفس الدوري بعد حذف نقاط النادي ونقل مبارياته وتغريمه مالياً وخاصة في مبارياته مع أندية الساحل. هذا الأسلوب الذي كان يتبعه النظام من خلال ما يسمى بالاتحاد الرياضي مع النادي ولدت حالة من الشعور بالظلم لدى أبناء المدينة منذ عقود كما ولدت حالة من التحدي والمنافسة ما جعل النادي يعود إلى الواجهة بعد كل مؤامرة يتعرض لها وبجهود وتكاتف جماهيره ولاعبيه وهذا ما نراه واضحاً في تاريخ النادي الذي نال لاعبوه جائزة الهداف في أكثر من مناسبة وهو في المراتب المتأخرة نتيجة العقوبات التي يتعرض لها.

مع بداية الثورة وتوقف الدوري السوري تفرق لاعبو النادي ما بين معتقل ولاجئ باستثناء بعض اللاعبين الذين أجبرتهم الظروف على البقاء في سورية، ورغم تشكيل أندية تحمل نفس الاسم وتلبس نفس القميص في الشمال السوري أو في تركيا وتشارك في البطولات المتاحة هناك لا يزال النادي الأكثر شعبية هو الذي يلعب بالدوري السوري، رغم ضعف إمكانيات هذا الدوري وما يحصل فيه من فظائع وتجاوزات إلا أن اعتراف الفيفا بهذا الدوري هوما يمنحه الشرعية الدولية ويمنح لاعبيه فرصة تطوير أنفسهم واحتمالية اللعب بالخارج.

اليوم وبعد كل هذه السنوات يتعرض النادي لنفس المظلمة وهي استغلال اسم وسمعة النادي وجماهيريته في تبييض أسماء بعض الشخصيات النافذة والمرتبطة بالنظام، هذه الشخصيات استغلت ضعف إمكانيات النادي واللاعبين لتتصدر المشهد الرياضي في المدينة عن طريق استلام رئاسة النادي ودعمه مادياً بأموال مشبوهة المصادر بعضها من تهريب النفط والبشر بين المعابر مع قسد وبعضها الآخر بالتشبيح والتعفيش ليتم ضخ بعض هذه الأموال في النادي لكسب ود جماهيره التي تقف عاجزة بلا حول ولاقوة أمام ما يتعرض له ناديهم الذي بذلوا في حبه الغالي والنفيس.

كتبه : عمر مرمر

 

 

 

 

 

أخبار متعلقة