على مقتل "سليماني".. الدموع في طهران واللطم في دمشق وبغداد
خاص - عين الفرات
تحيي مليشيات إيران هذه الأيام ذكرى مقتل "قاسم سليماني" في عواصم عربية منها دمشق وبغداد وبيروت بالإضافة إلى طهران، ذلك في الوقت الذي تعيش فيه العواصم الثلاث أوضاعًا معيشية بالغة السوء جرّها ذات القتيل عليها كونه عمل سنوات مهندسًا للسياسات الإيرانية العدائية في المنطقة.
وكذلك في الوقت الذي تستمر فيه الاحتجاجات في العاصمة طهران ضد نظام خامنئي الذي بكى دموعًا على مقتل "سليماني"، بينما قابل مقتل آلاف الإيرانيين على يد قواته بالقبول والمباركة مطالبًا إياهم بضرب المتظاهرين الذي وصفهم أنهم "خونة ومتآمرون".
وفي العاصمة العراقية بغداد ذكرت مصادر أن إحياء مقتل "سليماني" بات فرضًا إجباريًّا في المدارس والجامعات، ومن تسوّل له نفسه الرفض مصيره اتهامات أقلها "التعامل مع أمريكا وإسرائيل" أو اعتقاله وإخفاؤه بتهمة انتمائه لبقايا "حزب البعث" العراقي المنحل.
وفي بيروت نسي "حزب الله" ضحايا مرفأ بيروت من المدنيين اللبنانيين، وتناسى ضحايا الجوع والفقر والعوز، وألقى جانبًا مصائب وأزمات البلاد وانهيار عملتها وبُعدها الكامل عن محيطها الإقليمي، ودعا أنصاره لإحياء ذكرى مقتل من كان سببًا فيما سبق.
أما المأساة في دمشق، فقد امتلأت شوارعها بأعلامٍ وراياتٍ جاهلية وبصور الولي الفقيه، عدا عن قطعان اللطم والعويل والتطبير التي جابت أسواق دمشق العريقة في فوضى محزنة، ذلك بما شابه حال بغداد وبيروت وصنعاء كعواصم عانت حقيقةً إجرام من تدنست أعمدتها بصورته.
ينظر سكان تلك المدن إلى مشاهد لا تمس الحضارة من عويل وصراخ وصيحات ثأر، دون أن يسمعوا اعتراضًا من إعلاميين سبق أن صدعوا رؤوسهم بعلمانيتهم، وكأن اللطم وتمزيق الأجساد من أسس هذه العلمانية، كذلك دون أن تلامس أسماعهم فتاوى من علماء وزارة أوقاف النظام الذي يشمون بسهولة رائحة العار على بعد أمتار فقط من مبنى الوزارة.
عبد الله مسعود