كيف دخل المجرم سليماني أطراف البوكمال قبيل السيطرة عليها.. من هو حسين العلي الذي استضافه بمنزله!
خاص- عين الفرات
سبق الظهور الأول للقائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بمدينة البوكمال شرقي ديرالزور عقب سيطرة الميليشيات الإيرانية بتاريخ الـ20 من نوفمبر/تشرين الثاني بالعام 2017 وانسحاب تنظيم الدولة "داعش" منها، ترتيبات مع التنظيم مهدت للوصول لهذه اللحظة.
وكان الظهور الأول لسليماني في قرية الهري التابعة لمدينة البوكمال، والملاصقة للحدود السورية العراقية، وذات الشهرة الواسعة بتهريب الممنوعات والتجارة بها.
وفي التفاصيل، فإنَّ ظهور سليماني لم يكن عبثياً أو بلا تخطيط ودعوة، فما إن أكمل تنظيم الدولة "داعش" انسحابه من القائم العراقية والهري السورية، حتى عادت السيطرة بريف البوكمال للمدعو، حسين العلي (أبو صدام)، وهو المختص الأبرز بتهريب المخدرات والدخان بالمنطقة، والعميل الأكبر للنظام السوري وإيران.
وكان العلي معروفاً بعداواته لفصائل المعارضة السورية وكثرة الخلاف معها، لدرجة أنه قصف مدينة البوكمال بمدافع الهاون وتجهز لاقتحامها بالعام 2014، قبيل دخول تنظيم الدولة "داعش" إليها.
وبعد دخول التنظيم للمدينة، سعى قادته للإمساك بالعلي، ولكنه لم يفلح لشدة دهائه وكثرة معارفه واعتماده على سنده بعشيرته، وهو ما دفع التنظيم لطلبه عن طريق ديوان العشائر التابع له.
وأعطى حينها، ضيغم الجزراوي (أحد مسؤولي التنظيم بالمدينة)، الأمان للعلي ويقوم التنظيم باعتقاله شكلياً بتهمة سب الذات الإلهية، والإفراج عنه بعد مدة قصيرة بحجة انسحاب الشهود من القضية وتغيير أقوالهم خوفاً من أبناء العلي وعشيرته، ولكونه كان وقتها صلة الوصل بين التنظيم والميليشيات العراقية المدعومة إيرانياً، إلى جانب التنسيق المستمر بينه وأولاده والتنظيم، وهو ما برز للعيان حين انسحاب التنظيم من الحدود العراقية السورية وتسليم أسلحته بالمنطقة للعلي على الرغم من علاقته العلنية بالنظام السوري وإيران، ليواصل العلي بعد الإفراج عنه عمله بالتهريب.
وعند فرض العلي سيطرته على منطقة ريف البوكمال الحدودية، اختاره قائد فيلق القدس الأسبق، قاسم سليماني، لينزل إلى منزله عند الحضور إلى المنطقة، ويبقى بالمنزل الواقع بقرية الهري، وسط حراسة مكثفة من عناصر الميليشيات العراقية المدعومة إيرانياً، وهو ما وثقه حينها مقطع مصور نشرته عدة منصات إيرانية والإعلام الحربي التابع للنظام السوري.
وأقام سليماني حين تواجده بالهري في منزل العلي، لتبدأ القنوات الإعلامية الإيرانية بعدها بالتغني بتواجده بالمنطقة على أنه نوع من النصر.
وعقب سيطرة الميليشيات الإيرانية على البوكمال وريفها، لم يتجاهل سليماني تعاون حسين العلي معه، وقدم له تكريماً وعربوناً على خيانته لأهله وتعامله مع التنظيم والنظام السوري وإيران وعداوته للمعارضة السورية، ليعيد له عمله السابق بالتهريب ويمنحه حصانة الميليشيات الإيرانية، ويطلق على ساحة بالمعبر الحدودي بين العراق وسوريا اسم ساحة "حسين العلي"، ويكمل العلي توسيع شبكة علاقاته التي وصلت حتى لنجل رئيس الوزراء العراقي الأسبق، نوري المالكي.
والجدير بالذكر أنَّ الميليشيات الإيرانية وقائدها سليماني ارتكبوا بالمدنيين الذين لم يستطيعوا الخروج من البوكمال قبيل السيطرة عليها أفظع الجرائم، التي وصلت حد إخفاء أكثر من 300 مدنياً من أبناء المدينة، لا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة.