قره باغ.. اتفاق لوقف الحرب وأذربيجان تعلن استسلام أرمينيا
أعلنت أرمينيا وأذربيجان وروسيا عن اتفاق يسري بداية من اليوم الثلاثاء لوقف الحرب في إقليم ناغورني قره باغ، ويقضي بإعادة مناطق أذربيجانية محتلة، ونشر قوات حفظ سلام روسية، ويأتي هذا التطور بعد سيطرة القوات الأذربيجانية على أجزاء واسعة من الإقليم، واقترابها من عاصمته.
وأعلن رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، في بيان نشره الليلة الماضية أنه وقع اتفاقا مع قادة روسيا وأذربيجان لإنهاء العمليات القتالية بداية من الساعة الواحدة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي.
ووصف باشينيان قراره إنهاء الحرب بالمؤلم له ولشعبه، وقال إنه لم يكن لديه خيار سوى توقيع الاتفاق، موضحا أنه اتخذ القرار بناء على تقييم القادة الميدانيين للوضع العسكري، واعتقادا بأنه الحل الأفضل للموقف الراهن، مشيرا إلى أنه سيلقي خطابا للأمة في الأيام المقبلة.
وفور صدور البيان، تجمعت حشود أمام مقر الحكومة في يريفان للمطالبة باستقالة باشينيان، في حين ردد المحتجون هتافات تصف رئيس الوزراء بالخائن.
"استسلام" أرمينيا
وفي خطاب بثه التلفزيون الرسمي، وأعلن فيه انتصار بلاده بعد حرب استمرت بضعة أسابيع، أكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الليلة الماضية أنه وقع اتفاقا مع قادة أرمينيا وروسيا يقضي بالوقف النهائي للمعارك التي اندلعت في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، عقب قصف أرميني على منطقة أذرية.
واعتبر أن الاتفاق يعني استسلام أرمينيا وإنهاء سنوات طويلة من الاحتلال، وأن رئيس الوزراء الأرميني اتخذ قرار وقف الحرب تحت وطأة الهزائم، قائلا إن تحرير 300 منطقة سكنية منذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي قصم ظهر الجيش الأرميني.
وأوضح علييف أنه بموجب الاتفاق الثلاثي، الذي وصفه بالحدث التاريخي، ستستعيد أذربيجان 3 محافظات تحتلها أرمينيا في محيط قره باغ، وهي كلبجار بحلول 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وأغدام في موعد أقصاه 20 من الشهر نفسه، ولاتشين حتى الأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وأكد أنه سيتم نشر قوات روسية لمدة 5 سنوات قابلة للتمديد في حال عدم اعتراض الأطراف الموقعة، ورغم أن علييف تحدث عن مشاركة تركيا في مهمة حفظ السلام بقره باغ، فإن مراسل الجزيرة أفاد بأن الاتفاق لا يشير إلى أي دور تركي أو إيراني على الأرض.
وشكر الرئيس الأذربيجاني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مشاركته النشطة في التسوية السياسية لهذا الصراع، معتبرا أن الاتفاق سيؤدي إلى سلام طويل الأمد في المنطقة، ووقف إراقة الدماء.
وفي محادثة عبر الفيديو مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قال علييف إن الاتفاق الثلاثي سيكون نقطة تحول نحو تسوية النزاع في قره باغ الذي يقع ضمن أذربيجان، ولكن تسيطر عليه منذ الحرب التي جرت بين عامي 1991 و1994 قوات أرمينية مدعومة من يريفان.
من جهته، أكد "بوتين" الاتفاق الثلاثي، وأعلن عن وقف شامل للمعارك، وسريان وقف لإطلاق النار في الإقليم بداية من منتصف الليلة.
وقال بوتين إن القوات الأذربيجانية والأرمينية ستبقى متمركزة في مواقع السيطرة الحالية لها، مضيفا أنه سيتم نشر قوات حفظ سلام روسية على خط التماس بين قره باغ وأرمينيا.
وبالتزامن، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن بدء إرسال 1960 جندي روسي جوا من روسيا إلى ناغورني قره باغ، بموجب الاتفاق الثلاثي الذي ينص على أن القوات الروسية ستكون مجهزة بنحو 90 مدرعة.
المصدر: الجزيرة + وكالات