هكذا اخترقت إسرائيل أجهزة اتصالات "حزب الله"
تكشفت بعض التفاصيل الجديدة حول انفجار آلاف أجهزة البيجر التابعة لمليشيا "حزب الله" اللبناني، بمختلف المناطق اللبنانية.
وكشف عدد من المسؤولين الأمنيين والسياسيين والدبلوماسيين الإسرائيليين والعرب والأمريكيين، أن مليشيا "حزب الله" اشترت في شباط/ فبراير الماضي 5 آلاف جهاز ووزعتها على مقاتليها من المستوى المتوسط وعناصر الدعم.
وتمتع تصميم الجهاز التايواني بمميزات عديدة، منها مقاومة الماء وبطارية ضخمة الحجم تجعله يعمل لأشهر دون شحن، فضلًا عن صعوبة تعقبه.
إلا أن الميزة الأكثر فتكًا بيّنت أن عملية فك التشفير المكونة من خطوتين، تُجبر حامل الجهاز على حمله بكلتا يديه.
وكشفت المصادر أن خطة التفجير بدأت في مقر الموساد بتل أبيب، وشارك فيها مجموعة من العملاء في بلدان متعددة، حسب صحيفة "واشنطن بوست".
وشجع تفجير أجهزة البيجر التي بحوزة مليشيا "حزب الله"، إسرائيل على استهداف وقتل زعيمها المدعو "حسن نصر الله" حيث أقنعت الضربة الزعماء السياسيين في إسرائيل بأن المليشيا قد تكون في موقف حرج وأضعف بشكل كبير.
وكشفت مصادر أن فكرة تفجير أجهزة البيجر بدأت منذ عام 2022، بعدما عمل الموساد لسنوات على اختراق مليشيا "حزب الله" من خلال المراقبة الإلكترونية والمخبرين البشريين.
وبدأ الموساد في إدخال أجهزة اتصال لاسلكية مريبة إلى لبنان منذ ما يقرب من عقد من الزمان، إلا أنه اكتفى بالتنصت على مليشيا "حزب الله" على مدى 9 سنوات مع تحويل الأجهزة إلى قنابل لاستخدامها في حال حدوث أزمة مستقبلية.
ورأى الموساد قبل أشهر فرصة ذهبية عبر الطراز الجديد من أجهزة البيجر التي طلبتها مليشيا "حزب الله"، وهي أصغر حجمًا ويمكن أن تُزوّد بمتفجرات قوية.
وانتهى الأمر بمليشيا "حزب الله" إلى دفع أموال غير مباشرة للإسرائيليين عبر شركات وهمية، مقابل قنابل موقوتة صغيرة حملها العناصر على خصورهم وبين أيديهم.
وبدأت المليشيا منذ عام 2023 بتلقي طلبات لشراء كميات كبيرة من أجهزة النداء التايوانية "أبولو"، وجاء عرض المبيعات من مسؤولة تسويق موثوق بها من قبل المليشيا.
وكشف مسؤول إسرائيلي أن ممثلة المبيعات السابقة للشركة التايوانية في الشرق الأوسط، عرضت على مليشيا "حزب الله" صفقة بيع أجهزة AR924.
ومن إحدى الميزات التي شجعت المليشيا على شراء هذا الطراز من البيجر، أنه يمكن شحنه بكابل وأن البطاريات تدوم فترة طويلة.
وتم تجميع تلك الأجهزة فعليًّا في إسرائيل، وزرع الموساد خلف البطاريات مكونات قنبلة لا يمكن اكتشافها على الإطلاق، حتى لو تم تفكيك الجهاز.