شبكة عين الفرات

لا تزال المليشيات الإيرانية تعبث بـمنطقة الشرق السوري بدعم من رأس النظام السوري بشار الأسد، وقادة أجهزته الأمنية وفرقه العسكرية، خصوصًا في مدينة البوكمال الاستراتيجية والهامة القريبة من العراق، والتي تعد من أهم المواقع التي تنتشر فيها مليشيات أجنبية ومحلية مرتبطة بـ"الحرس الثوري" الإيراني و"فيلق القدس" في سوريا.

مصادر خاصة من داخل المليشيات الإيرانية كشفت لشبكة "عين الفرات" عن بدء "الحرس الثوري" الإيراني بتجهيز مبنى مشفى بدر الجراحي الواقع في مدخل المربع الأمني، أو ما يعرف بمربع الموارد البشرية بالقرب من دوار الهجانة جنوبي مدينة البوكمال.

أعمال التأهيل شملت مبنى مشفى بدر الجراحي، وعددًا من المباني المجاورة للمشفى لاتخاذها مقرات ومستودعات جديدة للمليشيات غير السورية المرتبطة بـ"الحرس الثوري" الإيراني، بعد تحصينها بسواتر ترابية وإسمنتية، وإنشاء أنفاق تحت الأرض لحماية قادة المليشيات والعناصر من جنسيات أجنبية من أي قصف جوي محتمل.

المدعو "الحاج عسكر" مسؤول "الحرس الثوري" الإيراني في البوكمال طلب من أصحاب بعض المنازل الملاصقة للمقرات الجديدة إخلاءها، خاصة الواقعة منها بالقرب من مطعم الطير في شارع الهجانة، وأرسل تهديدات بإخراجهم بالقوة في حال رفضهم إخلاء منازلهم بعد انتهاء المهلة الممنوحة لهم، وسط تخوف أصحاب المنازل من تحويلها إلى مقرات ومستودعات خاصة بالمليشيات الإيرانية، ما يعني أنها باتت أهدافًا محققة لأي ضربات جوية خلال الأيام القادمة.

إخلاء المنازل الواقعة في محيط المربع الأمني القريب من دوار الهجانة من أصحابها، جاء بتنسيق ما بين المدعو "الحاج عسكر" مسؤول "الحرس الثوري" الإيراني في البوكمال والمدعو "العقيد هيثم" رئيس مفرزة المخابرات العسكرية في مدينة البوكمال، بهدف إجبار الأهالي على بيع منازلهم بأسعار زهيدة لصالح شخصيات مقربة من إيران.

بعد الانتهاء من تجهيز بعض المقرات والمستودعات وتحصينها ضمن المربع الأمني، وصلت شاحنة محملة بالأسلحة من الأراضي العراقية إلى المربع الأمني في حي الهجانة بالبوكمال، برفقة عناصر من مليشيات عراقية، الذين أفرغوا محتويات الشاحنات ضمن مستودعات محصنة تحت الأرض، قبل أن يعودوا إلى الداخل العراقي، ويتم رصدهم واستهدافهم من قبل الطيران المُسيّر.