نظام الأسد يستنجد بالغريق الإيطالي لإنقاذه
كعادة نظام الأسد وأبواقه، سارعت وسائل إعلامه للتهليل والتطبيل بخبر إعادة إيطاليا افتتاح سفارتها في دمشق.
وبالنسبة لرأس النظام "بشار الأسد" يكفي أن يرن هاتف القصر الجمهوري بأي رقم إيطالي ولو خطأً ليعتبره إنجازًا، فكيف بخبر تعيين سفير لديه؟.
وبدأ عقب انتشار الخبر خروج محللي النظام وأصحاب نظريات المربعات، للحديث عن انتصار جديد حققه الأسد على الحرب الكونية المفروضة على نظامه والتي لم نعلم لغاية اليوم ماهيتها.
من ينقذ الآخر؟
انطبق على نظام الأسد المثل القائل "كالمستجير بالرمضاء من النار"، بعد اعتقاده أن إيطاليا ستُخرجه من عزلته الدولية.
والحقيقية أن إيطاليا رغم أنها عضو في مجموعة الدول السبع، إلا أنها تعاني شبه عزلة أوروبية بسبب عدم تصويتها لصالح تجديد ولاية رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين", إضافة إلى دعمها لأحزاب اليمين المتطرفة.
كما أن رئيسة الوزراء كذلك هي زعيمة حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف، هذا بالشأن المحلي الداخلي.
وتعاني إيطاليا ماليًّا من ارتفاع نسبة العجز الحكومي فوق الحد المسموح به أوروبيًّا، ما جعلها تخضع لتدابير صارمة ومساءلات مالية تحد من قدراتها على تمويل العجز.
خطوة افتتاح السفارة
لا تتعدى خطوة افتتاح السفارة الإيطالية لدى نظام الأسد سوى خبر رمزي، عدا عن قرب المبنى من منزل رأس النظام "بشار الأسد".
ولا تمتلك إيطاليا مثل ألمانيا أو فرنسا القدرة، التي يحتاجها نظام الأسد لتغيير جذري بسياسات الاتحاد الأوروبي تجاهه.
وبالتالي لن تفلح الخطوة في إخراج النظام من عزلته الدولية، ولن تعطيه أي جرعة إنقاذ مالي على الإطلاق.
فمشكلة نظام الأسد لن تحل بافتتاح سفارة هنا أو قنصلية هناك، بل يحتاج إلى دعم دولي غير مشروط وفك العزلة عنه، وهو ما لن يتحقق على يد إيطاليا.