كيف يحاول الأسد إخفاء جرائمه بـ"وجه حضاري"؟
في محاولة منه لإظهار وجه حضاري غير موجود أصلًا، أصدر رأس النظام "بشار الأسد" مرسومًا يحاول من خلالها استخدام ذوي الاحتياجات الخاصة لغسل إجرامه.
ومن يتابع سير الأحداث منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، يعلم أن الأسد ونظامه تسببوا بإعاقة عشرات آلاف السوريين إما بالقصف أو التعذيب.
إجرام الأسد أضر قبل كل شيء، بعناصر وضباط جيشه وشبيحته الذين دفعوا ثمنًا باهظًا بسب وقوفهم إلى جانب نظام الإجرام، فمن لم يفقد حياته من هؤلاء فقد جزءًا من جسده ما منعه من متابعة حياته بشكل اعتيادي كغيره من الناس.
منحة المعاقين
ماذا كسب من وقف إلى جانب الأسد سوى الحرمان والتهميش طيلة السنوات الماضية، وخاصة من ضحى بصحته وجسده فداء للنظام ومنظومته الأمنية.
وبالنظر إلى المرسوم الأخير، اقتصر المرسوم على منحة لم تحدد قيمتها، وقد لا تختلف عن رواتب موظفي النظام التي لا تتعدى الـ 20 دولارًا بأفضل الأحوال.
ومايهم المعاق أكثر من المال، المتابعة الطبية اللازمة لإتمام علاجه أو منع تفاقم إعاقته، وهو ما تحدث عنه المرسوم باقتضاب.
فمرسوم الأسد منح رعاية طبية للمعاقين بمستشفيات النظام، وكلنا يعرف خدمات تلك المستشفيات التي أقل ما يقال عنها إنها سيئة.
ولم يقدم المرسوم المذكور لذوي الاحتياجات الخاصة أي شيء يذكر، مكتفيًا بإعطاء تعميمات لمختلف الوزارات التابعة له بتسهيل معاملات المعاقين، وهذا من البديهيات التي لا تحتاج مراسيم، أي أنه بالمحصلة لم يقدم شيئًا لهم.
مرسوم كذب على المعاقين
يعلم المعاقون أن المرسوم المخصص لهم كذب عليهم قبل غيرهم، وما هو إلا محاولة عابثة جديدة من قبل نظام الأسد المجرم لتغيير صورته أمام العالم وإظهاره بمظهر الرحيم بالسوريين.
إلا أن حيلة النظام هذه كما غيرها من الحيل لم تعد تنطلي على عاقل، فلا يوجد وجه حضاري في العالم بات يقبل بمحاولات النظام البائسة لغسيل جرائمه.
وكلنا يعلم أن تلك المراسيم سهلة الإصدار من قبل نظام ألِف الكذب والخداع، فكل ما يتطلبه الأمر بضعة أسطر يكتبها عدد ممن يسمون مستشارين، يعقبها توقيع لرأس النظام بعد إعطاء رقم لا أكثر.
وأما المضمون وهو الأهم فلن يقدم لا هو ولا غيره من القوانين للسوريين سوى الكذب والخذلان.