"عين الفرات" تكشف أسرار "مكتب التحري والمتابعة" الإيراني بديرالزور
بعد القصف الجوي المركز الذي استهدف شخصيات إيرانية ومواقع عسكرية ومقرات أمنية تابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني في الشرق السوري منذ بداية عام 2024، المليشيات الإيرانية تتخذ سلسلة تدابير احترازية في محافظة ديرالزور.
مصادر خاصة كشفت لشبكة "عين الفرات" بإصدار المدعو "الحاج كميل" مسؤول "الحرس الثوري" الإيراني في الشرق السوري عدة قرارات أمنية وعسكرية، جراء تزايد الخسائر البشرية والمادية للمليشيات الإيرانية في مدن ديرالزور والبوكمال والميادين جراء الضربات الجوية الموجعة التي تلقتها المليشيات خلال الشهور الفائتة.
أبرز تلك القرارات إنشاء "مكتب التحري والمتابعة" الخاص بدراسة أوضاع وملفات عناصر المليشيات المحلية من أبناء محافظة ديرالزور، ويشرف على عمل المكتب عناصر من "الوحدة 313" المرتبطة بمليشيا "حزب الله" اللبناني، والتي أغلب عناصرها ينحدرون من محافظات حمص وحماة واللاذقية وطرطوس، وموالون بشكل مطلق للمشروع الإيراني في سوريا.
"مكتب التحري والمتابعة" بمحافظة ديرالزور يتبع بشكل مباشر لـ"مكتب الأمن العلوي" الإيراني الواقع بالقرب من جامع الفتح خلف مبنى فرع أمن الدولة في حي القصور بمدينة ديرالزور، والذي يرتبط بشكلٍ مباشرٍ بـ"المكتب العام للأمن العلوي" بمنطقة السيدة زينب جنوبي دمشق والذي يشرف عليه المدعو" الحاج فضل الله" الإيراني.
قيادة "الحرس الثوري" الإيراني في الشرق السوري خصصت مكاتب لعناصر "الوحدة 313" المكلفين بإدارة "مكتب التحري والمتابعة"، حيث خصصت مكتبًا في مقر الموارد البشرية عند شارع بور سعيد في الأطراف الشرقية لمدينة ديرالزور، وضمن مقر "الأمن العلوي" الواقع بالقرب من مدرسة المعري بالقرب من مسجد الشريعة في مدينة البوكمال شرقي ديرالزور، وضمن "المربع الأمني" الإيراني في حي التمو بمدينة الميادين.
أبرز مهام "مكتب التحري والمتابعة" إعادة دراسة ملفات المنتسبين القدامى ضمن المجموعات والمليشيات المرتبطة بـ" الحرس الثوري" الإيراني ومليشيا "حزب الله" اللبناني، والتي تشمل دراسة التوجهات الدينية والسياسية للعناصر، وارتباطاتهم بجهات خارجية، أو أشخاص يقطنون خارج مناطق سيطرة نظام الأسد من المعارضين أو الذين يعملون في شبكات إعلامية، ودراسة الحالة المادية ومصادر الدخل.
مصادر خاصة من داخل "الحرس الثوري" الإيراني كشفت للشبكة بأن المرحلة الأولى من الدراسة ستشمل ما يقارب من 1500 عنصر من المنتسبين للمليشيات المرتبطة بـ"الحرس الثوري" الإيراني ومليشيا "حزب الله" اللبناني في مدن ديرالزور والبوكمال والميادين، فيما ستشمل المرحلة الثانية المنتسبين الجدد، الذين سيتم قبولهم أو رفضهم ضمن المليشيات بعد نتائج الدراسة.