طريق البعث... أقصر طريق للتخريب والفساد
مع اقتراب موعد انتخابات "مجلس نواب" نظام الأسد، ظهرت للعلن مجموعة من الأسماء التي تمت الموافقة على ترشحها تحت مسمى "الاستئناس الحزبي".
الترشيح عند طريق الحزب، أسلوب للسيطرة انتهجه نظام الأسد منذ سيطرته على السلطة في سبعينات القرن الماضي، لـ"تعليم السوريين أصول الديمقراطية على طريقة البعث"، رغم أنهم توارثوا الديمقراطية ومارسوها كابرًا عن كابر.
بالعودة إلى "الاستئناس الحزبي"، فقد قدم نظام الأسد أسماء يعرفها أهالي دير الزور وسمعوا عنها الكثير قبل الثورة، ثم طفت على السطح في السنوات العجاف الأخيرة تحت مسميات قادة مليشيات أو تجار مخدرات أو ربما كلا الصفحتين معًا.
وحسب المثل الديري المشهور "حارتنا ضيقة ونعرف بعضنا" وعلى سبيل المثال نأخذ المرشح المدعو "فراس جهام" أو "فراس العراقية" كما هو مشهور عند الديريين الذين يعرفون تاريخه وتاريخ عائلته بأكملها إن كان قبل الثورة أو بعدها.
الأمر الذي يدعو للاستفسار باسم أي شريحة مجتمعية سيتكلم "فراس العراقية"؟ وعن أي مشكلات سيتحدث؟ وأي حلول سوف يقدم؟ وأي وزير سيقاضي أو يناقش؟ وأسئلة كثيرة يطرحها هذا الترشح.
فلا هو معلم عانى ضعف الرواتب مقابل ما يقدمه المعلم من مجهود عقلي وجسماني إضافة لمصروف المواصلات واللباس وغيرها، ولا كان فلاحًا ليعرف ما يحتاجه الفلاحون من أسمدة وأدوات زراعية وما يعانونه من مشكلات، ولا هو طالب جامعي ولا موظف ولا رياضي ولا غيرها، فتاريخه بعيد كل البعد عن هذه الموضوعات، إذًا ما هي الشريحة التي سيمثلها في البرلمان؟
أما السؤال الأهم متى انضم المدعو "فراس الجهام" إلى الحزب وكم عدد الاجتماعات التي حضرها وماهي المناصب الحزبية التي تسلمها ومن الذي استأنسه ليتم ترشيحه؟
لكن للإجابة على كل هذه الأسئلة يوجد جواب واحد يعرفه جميع السوريين من الشرق إلى الغرب هو أن هذا الحزب منذ نشأته لم يكن إلا مكانًا لقضاء حاجات وتنفيذ أجندات لأشخاص عملاء بعيدين كل البعد عن الوطنية أو الأخلاق.
والدليل ما وصلت إليه سوريا بعد 50 سنة من تسلط البعثيين، والذين عاثوا في البلاد الفساد وأعادوها إلى عصور ما قبل التاريخ، ليكون طريق البعث أقصر طريق للدمار والتخريب.
كتبه عمر مرمر
٢١ تموز 2024