شبكة عين الفرات | الغش لعبة سياسية أم فساد اجتماعي ؟

عاجل

الغش لعبة سياسية أم فساد اجتماعي ؟

مع انطلاق امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية في سوريا تكشفت أخبار عن تفكيك شبكة مختصة بتسريب الأسئلة وإرسال الإجابات لطلاب معينين داخل القاعات الامتحانية في عملية أشبه ما تكون بأعمال المافيات العالمية. 

وكعادته اكتفى الأسد بعزل مدير تربية دمشق وربما نقله إلى دائرة أخرى دون التعرض للمسؤولين الحقيقيين عن هذه العملية، والذين غالباً ما يكونون من ضباط الجيش أو المخابرات ممن يصنفون أنفسهم حارج دائرة على المحاسبة. 

وبالعودة إلى تاريخ الامتحانات العامة منذ عشرين سنة مضت وحتى اليوم، نجد وبشكل واضح أن عمليات الغش والتزوير كانت عمليات ممنهجة ومقصودة ابتدعها الأسد الأب ثم تابعها ابنه من بعده.

وبالرغم من اختلاف الأساليب والطرق والأماكن والتوقيت وحجم الغش، نجد أن الغاية واحدة من هذه العملية وهي إغراق وتوريط السكان بالفساد وتعويدهم عليه منذ نعومة أظفارهم، وجعل الأمانة والجد والاجتهاد صفات نادرة فيه. 

إضافة إلى خلق حالة من الفوضى تجعلهم يستأنسون كل حالة خارجة عن المنطق والقانون والأخلاق، والتسليم بأن هذا المجتمع غير قابل للإصلاح، وهذا ما نجده اليوم أمام أعيننا بعد سنوات من سيطرة آل الأسد على السلطة في سوريا.

 فمنذ تسعينات القرن الماضي حتى اليوم، تم تسريب أسئلة امتحانات الشهادة الثانوية وبالتحديد الفرع العلمي أكثر من مرة وباعتراف النظام نفسه، لكن بالمقابل لم نسمع على مدار تلك السنوات عن أي عقوبة طالت مسؤولًا من مسؤولي وزارة التربية أو غيرها من الوزارات، والتي لو حصلت في أي دولة ربما تسقط الحكومة بأكملها .

 هذا التغاضي والتطنيش المتعمد عن العقوبات من قبل نظام الأسد يعتبر دليلًا واضحًا على سياسة ممنهجة ومدروسة لإفساد الأجيال وقتل روح المنافسة عندها. 

كما شجع كثير من الفاسدين على تطوير أساليبهم في الغش وصعّب عملية ضبط الامتحانات من قبل المدرسين والمدرسات الشرفاء الرافضين لهذه المهزلة، حتى أصبحوا الحلقة الأضعف في العملية الامتحانية بعد تعرض كثير منهم للتهديد والضرب أحيانًا من قبل بعض الطلاب أو ذويهم أمام مرأى ومسمع وزارة التربية ومسؤوليها دون اتخاذ أي إجراء لحماية المعلم أو الدفاع عنه.

 

كتبه عمر مرمر

31 أيار 2024

 

أخبار متعلقة