الأمن اللبناني أسدٌ على السوريين.. نعامة أمام "زعرانه"
يكاد لا يمرّ يوم دون أن نرى حادثة اعتداء تصل إلى القتل في بعض الأحيان، تطال السوريين المقيمين في لبنان.
والمعتاد أن الاعتداءات إما تتم أمام أعين أجهزة الأمن اللبنانية، والتي تتعامى عما يجري وقد تحضر بعد انتهاء الاعتداءات، وإما أن تجري على يد أجهزة الأمن نفسها، تحت تهم مُعدّة مسبقًا.
وفي حال لم يجد الأمن ما يسدّ به نهمه تجاه السوريين، يتجه إلى إزالة مخيمات تذكرت مؤخرًا أنها عشوائية، وصولًا إلى الترحيل تحت مسمّى "العودة الطوعية"، وتسليم المرحلين إلى أصل الإجرام نظام الأسد.
أسدٌ عليَّ وأمام زعرانه نعامة
ومع عجز قوات الأمن اللبنانية عن الاستقواء على "زعرانها" من مليشيا "حزب الله" أو من باقي المِلل، بات يستقوي على من لا ناصر لهم سوى ربهم وهم السوريون.
وحادثة اختطاف الشاب "محمد عماد" الأخيرة أكبر برهان، إذ تجري مفاوضات دفع الفدية أمام أعين وتحت سمع قوات الأمن التي لم تحرك ساكنًا.
بداية مع انتشار مقطع تعذيب الشاب، تغاضت قوى الأمن عن المشهد وكأنه يجري خارج أراضيها، ورغم تحديد موعد دفع الفدية يوم الثلاثاء، إلا أنها لا تزال وستبقى تغرد خارج السرب.
ماذا لو كانت الحادثة بالعكس؟
يتبادر إلى أذهان السوريين سؤال حول ماذا لو كانت حادثة الاختطاف أصحابها سوريون والضحية من لبنان، هل تقف أجهزة الأمن اللبنانية ذات الموقف.
والحقيقة أن الأمر يتعلق بهوية الخاطفين منذ البداية، فإن كانوا من عصابات "حزب الله"، فلن يتزحزح موقف الأمن اللبناني قيد أنملة، نظرًا لعجزه عن اتخاذ أي قرار.
وأما إن كانت مجرد عصابة لا تحظى بحماية "نصر الله" ومليشياته، هنا سترى أسود الأمن اللبناني يتبجحون بملاحقة الخاطفين وتحرير المخطوف وتطهير أراضيهم.
وفي التوقيت ذاته تعود حملات التحريض الإعلامي ضد السوريين اللاجئين، وكأن مصائب لبنان كلها هم من تسبب بها، لا من أدخل كافة أنواع الأسلحة إليها ومن جرّ البلاد إلى حروب لا ناقة لها بها ولا جمل.
لا تُلقي فشلك على السوري
بات من الطبيعي أن يخرج أحد مسؤولي لبنان كل بضعة أيام ليجد في وجود السوريين على أراضيه، شماعة يُلقي بها فشل حكوماته السابقة اقتصاديًّا وأمنيًّا، دون أن يتجرأ على مجرد الهمس إلى أصل المشكلة وهم مليشيات إيران.
فالسوري بعد أن هجره الأسد مرغمًا إلى لبنان، بات مجرد كرة تتقاذفها أرجل المسؤولين اللبنانيين، بداية من مليشيا "حزب الله" التي تسير على كذبة نظام الأسد بإعادة السوريين باعتبار مناطق النظام باتت "آمنة".
ونهاية بتصريحات المسؤولين الذين يلقون ليل نهار فشلهم على السوريين، دون أن يحددوا كيف تسببوا بهذا الفشل الموجود أساسًا قبل دخول أول لاجىء سوري إلى لبنان.