بعد حطين وتشرين نادي حميميم
في خضم التنافس المحموم على الجزرة السورية بين الروس والإيرانيين يظهر الاهتمام بالرياضة وخاصة كرة القدم وسيلة جديدة لإنشاء حاضنات شعبية لكلا الطرفين سيما وأن كرة القدم في سوريا أقل كلفة وأسرع انتشارًا بين أوساط الشباب خاصة في هذه الأوقات.
ويظهر الاهتمام ببعض الأندية حسب أهمية المنطقة التي تمثلها من الناحية العسكرية والسياسية لكلا الفريقين ففي حين نرى اهتمام الإيرانيين بنادي الفتوة ممثل مدينة ديرالزور البوابة البرية العريضة وصلة الوصل بين طهران وبغداد من جهة ودمشق وبيروت من جهة أخرى عن طريق توفير الدعم المالي والإعلامي له عن طريق رئيس النادي المدعو "مدلول الحمد" والمدعو "فراس جهام" قائد مليشيا "الدفاع الوطني" المدعومين من إيران مباشرة لاستغلال شعبية النادي وما يعنيه من رمزية لشباب ديرالزور لكسر حالة نفور مشجعي النادي من الإيرانيين بعد فشل مشروع خامنئي الذريع الخاصّ بنشر التشيع ورفض الأهالي له.
أما الروس فقد تنبهوا مؤخرًا لهذا الموضوع فأعلنت قاعدة حميميم عن تأسيس نادٍ خاص لكرة القدم أطلقت عليه اسم نادي حميميم الرياضي معتمدة على بعض الشباب من طلاب الجامعات وبعض من أبناء المنطقة.
وقررت دعم النادي بكل ما يلزم ووعدت بإدراجه بالدوري السوري الموسم القادم، وهذا ما أظهر كذلك اهتمام الروس بهذه القاعدة العسكرية.
من ناحية أخرى لا يهتم كلا المحتّلَّين الروسي والإيراني بما يجره هذه الدعم على جماهير الدوري السوري بشكل عام سيما وأن مثل هذه التجربة عانت منها جماهير الأندية ”غيرالمدعومة” لسنوات مضت حين تبنى بعض أقارب الأسد دعم أندية الساحل المتمثلة بناديي حطين وتشرين وماجره هذا الدعم من ويلات على الدوري السوري بشكل عام وعلى أندية تميزت بالقوة بشكل خاص. فتعرضت لعقوبات ظالمة منها حذف النقاط واللعب خارج أرضها بغية إبعادها عن اللقب وإفساح المجال لمثل هذه الأندية المدعومة للفوز في بطولات الدوري أو الكأس وكيف انعكس ذلك سلبًا على سمعة الدوري السوري محليًّا وعربيًّا، كما أثر على أداء اللاعبين والمدربين ما اضطر كثيرًا منهم للاعتزال أو البحث عن أندية خارج سورية للحصول على فرص بعيدًا عن الواسطة والمحسوبية والتشبيح.
كتبه: عمر مرمر
الإثنين 15 نيسان
٢٠٢٤