كيف تعمل القوات الروسية على مزاحمة "الحرس الثوري" بديرالزور؟
القوات الروسية العاملة في محافظة ديرالزور تحاول منافسة ومزاحمة "الحرس الثوري" الإيراني في قرى حطلة ومراط ومظلوم وخشام والصالحية الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات.
بـ "سلة غذائية" مكونة من كيلو من الأرز والسكر والشاي والطحين إلى جانب "حبة سيتامول" وبعض لصاقات الجروح والمعقمات، تسعى القوات الروسية للتقرب من أهالي تلك القرى التي تعد مهمة للمليشيات الإيرانية كونها تعتبر خاصرة ديرالزور الشمالية الشرقية إلى جانب وقوعها بمنطقة شرق نهر الفرات.
مصادر "عين الفرات" كشفت أن القوات الروسية بمحافظة ديرالزور استغلت حالة الفقر والبطالة في صفوف الشباب لتقوم مؤخرًا بفتح باب التجنيد في صفوف الفيلق الخامس والمليشيات المحلية المدعومة منها في قرى حطلة ومراط ومظلوم وخشام والصالحية، في مراكزها الواقعة في قرية حطلة.
القوات الروسية تمكنت حتى الآن من استقطاب ما يقارب من 100 شاب من القرى الخاضعة لسيطرة قوات الأسد الواقعة شرق نهر الفرات، عبر تقديم إغراءات وميزات تنافس ما تقدمه المليشيات الإيرانية لمنتسبيها الجدد من نفس المناطق، ما أثر بشكل سلبي على جهود "الحرس الثوري" الإيراني في تمدد نفوذه في محافظة ديرالزور بشكل عام، إضافة إلى رغبة أغلب شباب المحافظة الانتساب إلى صفوف المليشيات المدعومة روسيًّا كون مقراتها غير معرضة للقصف الجوي.
ويعني هذا صعوبة المهمة على المليشيات الإيرانية في استقطاب الشباب، ما يؤخر الكثير من مشاريعها في شرق سوريا القائمة على جذب أبناء المنطقة، لذا قد تلجأ المليشيات إلى مضاعفة الإغراءات المادية لجذب الشباب ما يكلف الكثير من خزينتها، أو قد تستخدم سياسة الابتزاز وتهديد الشباب إذا لم يلتحقوا بالاعتقال أو الزج في جيش الأسد
القوات الروسية تهدف من فتح باب الانتساب في قرى شرق الفرات إلى تعزيز نفوذها في المنطقة على حساب نفوذ المليشيات الإيرانية التي تمكنت منذ عام 2018 من تحويل تلك القرى إلى ما يشبه الثكنات العسكرية الإيرانية بـ تواطئ من شخصيات محلية وعشائرية مقربة من إيران وضباط في قوات النظام.
أبرز المتعاونين مع رئيس مركز المصالحة الروسي "الجنرال فلاديمير" في استقطاب شباب قرى شرق الفرات "محمد الركاض" مختار قرية مراط، و"معتصم المشوح" مختار قرية حطلة، و"عبد الرحمن غازي العبد الرحمن" مختار قرية الصالحية، و"محمد خلف الحسين" رئيس بلدية مظلوم، والمدعو "الشيخ فاضل الظاهر" أحد وجهاء قرية حطلة.
القوات الروسية في ديرالزور تدعم عدة مليشيات محلية أبرزها مليشيا "الدفاع الوطني" التي يتزعمها المدعو "فراس العراقية"، ومليشيا "أسود الشرقية"، ومليشيا "لواء القدس"، ومليشيا "المختار"، ومليشيا "القاطرجي"، جميعها تعمل تحت إشراف وأوامر من مركز القيادة الروسية في مطار ديرالزور العسكري.
مصادر شبكة "عين الفرات" كشفت عن أهم مقرات وقواعد القوات الروسية في المحافظة، أبرزها تقع ضمن اللواء 24 في مطار ديرالزور العسكري، وتضم ثلاث نقاط رئيسية هي سرية "الشرطة العسكرية الروسية" التي تضم مقاتلين روس وشيشان، ونقطةً تضم جنودًا روس تابعين للجيش النظامي الروسي مهمتهم القتال إلى جانب قوات النظام، ونقطةً تضم قوات خاصة روسية مهمتها الاستطلاع وتدريب الميليشيات التابعة للنظام بشكل مباشر.