الندابة والرادود أسلحة إيران
مع تزايد الضربات الإسرائيلية على مناطق سيطرة الأسد وخاصة المطارات التي صارت في طي النسيان، تطورت الأمور لتستهدف الضربات مقار المخابرات وبعض ضباط النظام من الصف الأول كما حدث في درعا مؤخرًا، إضافة لاستهداف المستشارين الإيرانيين وقتل العديد منهم برتب مختلفة ما اضطر نظام الملالي لإعادة (المهم منهم) إلى طهران حفاظًا على ما تبقى من ماء وجهه أمام حاضنته الشعبية وعناصر ميلشياته التي باتت في موقف لا تحسد عليه.
كمراقب للوضع السياسي والعسكري في سوريا كان من المتوقع من ملالي طهران استقدام مجموعات جديدة من الخبراء العسكريين المختصين بالأعمال الاستخباراتية للحد من استهداف قيادييهم من جهة، واستقدام بعض الأسلحة المتطورة لحماية هذه المقرات وترويع الطائرات الإسرائيلية التي باتت تعمل ليل نهار وعلى عينك يا تاجر من جهة أخرى.
لكن اللافت وسط هذا الوضع العسكري المأزوم لطهران هو "الحلول" التي أوجدتها للرد أو للتخفيف من حدة هذه الضربات، بعد أن قامت باستقدام الندابات والرواديد وقطعان اللطم والندب كـ (حل استراتيجي)، كما قامت بزيادة مهرجانات وعروض الوحل والنط والعويل لهذه القطعان واعتمدتها بديلًا للحلول العسكرية الأخرى.
وبمعنى آخر، بدل استدعاء هؤلاء الضباط وعوائلهم إلى طهران وما يكلفها ذلك من أجور ومصاريف إضافية، صار بإمكان هؤلاء الضباط "المستشارين" تمضية بعض الليالي وسط الرواديد والندابات، حيث أن الاكتفاء ببعض اللطمات على الرأس أهون وأخف بكثير من أن التعرض لصاروخ يصيّر الجسد أشلاء.
كما أن انتشار هؤلاء القطعان في جميع مناطق دمشق سيصعب من عمل مخبري النظام وضباطه "المتعاونين مع إسرائيل"، بمعنى ''خلط الحابل بالنابل'' كحل لمشكلة طالما أرقت إيران ووضعتها في وضع محرج أمام أصدقائها قبل أعدائها.
ومع تكرار الضربات الإسرائيلية مؤخرًا وتزايد عدد القتلى من الإيرانيين، صعدت إيران من تصريحاتها المناوئة للأسد وضباطه بعد اتهامهم صراحة بالفشل الاستخباراتي والعسكري مرة والعمالة لإسرائيل مرة أخرى، لتبرير عجزها وتململها من الأسد الذي أصبح مجرد "رادود" يكرر ما يخدم نظام الملالي الذي اتخذته فزاعة لتبرير مجازرها بحق السوريين وممتلكاتهم وأرزاقهم.
كتبه : عمر مرمر
20/فبراير/2024