"مسكة شوارب" حوّلت مسار دوري البراميل إلى ديرالزور
خلال متابعة سريعة للتفاز يوم الجمعة الفائت، وقعت الأنظار مصادفة على إحدى قنوات النظام، وإذ بمشاهد تُبثّ من إحدى حلبات المصارعة التي كانت تدور على ملعب لكرة القدم.
ولكن بعد تمعن دقيق تبين أنها عبارة عن عراك دار بعد نهاية مباراة من دوري النظام لكرة القدم، بين فريقي حطين المستضيف على ملعبه باللاذقية، وبين فريق الفتوة الضيف القادم من ديرالزور.
سبب العراك
حتى الدقيقة الأخيرة من المباراة كان الفتوة وهو متصدر "الدوري" متقدمًا على وصيفه حطين بهدف وحيد، لتأتي الدقيقة الأخيرة التي أشعلت كل من في الملعب.
حيث عُرقل أحد لاعبي حطين ما يعني ركلة جزاء لا غبار عليها حسب مشجعي الفريق، وهو ما شاهده كل من في الملعب باستثناء حكم المباراة وهنا كانت الطامة الكبرى.
وبعد توقف لدقائق استؤنفت المباراة وسط أجواء مشحونة للغاية، تنتظر إطلاق صافرة النهاية لتفريغ غضبها على "الظلم" الذي تعرضت له.
حلبة عراك
مع إطلاق حكم المباراة صافرة النهاية بخسارة اعتبرها أنصار حطين "ظالمة"، تحول ملعب كرة القدم إلى ساحة للمصارعة.
لاعبو حطين وإداريوه وعدد من المشجعين، حاولوا الوصول إلى حكم المباراة والتهجم عليه، لتبدأ بعدها الاشتباكات بالأيدي والعصي بين اللاعبين وبين ما يسمى "قوات حفظ النظام".
وردت قوات النظام وفق عقلية التشبيح التي تعلمتها على يد نظام الأسد، بالضرب المبرّح على كل من طالته عصيها ومنهم لاعبو حطين الذين تعرضوا لإصابات متفاوتة.
دوري الواسطات
من المعلوم ومنذ سنوات أن دوري البراميل لا يفوز به إلا أكثر النوادي دعمًا، وفي حالات استثنائية أكثرها لعبًا.
فعلى مدى سنوات استحوذ نادي الجيش التابع لوزارة دفاع النظام، على البطولة مستفيدًا من سحب كل اللاعبين المميزين من النوادي الأخرى أثناء تأديتهم لـ"الخدمة الإلزامية"، وبالتالي مُهدت البطولة أمامه على طبق من ذهب.
ومرت سنوات لتصعد أندية الساحل ومنها جبلة وتشرين نتيجة الدعم الكبير من قبل عائلة الأسد، ومنهم المدعو "فواز الأسد" الذي نزل بنفسه يومًا إلى أرضية الملعب مجبرًا حكم اللقاء على إكمال المباراة رغم تحول أرضية الملعب إلى ساحة طينية نتيجة الأمطار الغزيرة.
وخلال السنتين الماضيتين برز نادي الفتوة الديري إلى الواجهة، نتيجة الدعم المقدم له من قائد مليشيا "الدفاع الوطني" ، المدعو "فراس العراقية" ، ورئيس النادي المقرب من إيران "مدلول العزيز"، طبعًا ولمستوى الفريق -صراحةً- دورٌ أيضًا في تقدمه.
مسكة الشوارب
من سوء حظ نادي حطين أن الفتوة تعرض الأسبوع الفائت لأول خسارة له بدوري العام الحالي، ليخرج بعدها رئيس النادي "مدلول العزيز" بمقطع مصور أثار سخرية الجميع.
"العزيز" مسك على "شواربه" قائلاً "بدي أحلق شاربي إذا الفتوة ما أخد الدوري هل العام"، وهنا بدأت القصة.
وجاءت مباراة حطين الأخيرة وضربة الجزاء غير المحتسبة، لتعيد للأذهان قصة "مسكة الشوارب" وما تلاها مباشرة من أحداث تحكيمية.
الفتوة الآن بدعم من مليشيا "الدفاع الوطني" وإيران، ابتعد بصدارة دوري التشبيح، عن وصيفه حطين المحسوب على فئة معينة من أهل اللاذقية، وهو الذي لم ينل طوال مسيرته سوى بطولة كأس محلية واحدة.
وفي المحصلة، يدّعي أنصار حطين أن "مسكة شوارب" العزيز آتت أكلها فورًا، وعلى ما يبدو أن مفعولها لن ينتهي قريبًا حسب ادّعاءات أنصار أندية أخرى.
وعلى قول جمهور الدير العزيز "بالزور بالقوة راح يربح الفتوة"، لكن اليوم بات هتاف الجماهير "بمسكة الشوارب للفتوة ما حدا غالب"، وكل دوري وأنتم بخير.