بعد الضربات الأمريكية .. فرار معظم قيادات المليشيات من بغداد
تحدثت وسائل إعلام عراقية عن تواري معظم زعامات المليشيات الإيرانية عن الأنظار، بالتوازي مع تصعيد الولايات المتحدة ضدّ إيران وتأكيدها على استمرار الهجمات مدة طويلة.
فرار خارجي
وعلى وقع الرّد الأميركي، قالت قناة "وان نيوز" العراقية، في 9 شباط 2024، إنها حصلت على معلومات تؤكد فرار عدد من قادة المليشيات إلى خارج العاصمة بغداد، مشيرة إلى أن الأمريكيين رصدوا من خلال طائراتهم المسيرة التي تحلق في سماء العراق تحركات القادة.
وأفادت القناة العراقية بأن "الأمريكيبن أبلغوا قادة سياسيين في مدينة السليمانية، بأنه سيتم استهداف قادة المليشيات الموجودين داخل إقليم كردستان العراق، إذا اقتضت الضرورة ذلك".
وفي 8 شباط، كشف تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن هروب قادة الفصائل المسلحة المدعومة من إيران إلى مدينة السليمانية بعد حادث مقتل المدعو "أبو باقر الساعدي" بضربة لطائرة مسيرة في منطقة المشتل بالعاصمة بغداد.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول عراقي ومستشار أمني أمريكي (لم تكشف هويتهما) أن "العديد من قادة المليشيات المدعومة من إيران اختبأوا في كردستان العراق، أو في فنادق راقية في بغداد أو عبروا الحدود إلى إيران في أعقاب الضربات الأميركية الأخيرة".
"منع روسي"
الحديث عن فرار قادة المليشيات العراقية لم يقتصر إلى مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق، التي يديرها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الحليف لإيران، وإنما ذهب إلى أبعد من ذلك، فالبعض أدخل روسيا على الخط، كواحدة من الوجهات المحتملة للهروب إليها.
وفي مطلع فبراير، أعلنت شركة "الخطوط الجوية العراقية" الرسمية، ومن دون سابق إنذار أنها قررت إلغاء الرحلات من بغداد إلى موسكو بدءا من يوم 3 في الشهر ذاته، وحتى إشعار آخر لأسباب قالت إنها "تشغيلية مع الجانب الروسي".
هذه الخطوة المفاجئة، علق عليها المحلل السياسي العراقي، مهدي جاسم، في منشور على منصة "إكس"، بالقول: "الخطوط الجوية العراقية تلغي رحلاتها إلى موسكو بدءا من 3 من هذا الشهر حتى إشعار آخر لأسباب تقول عنها (تشغيلية). هل أعلمت واشنطن موسكو بموعد الضربات؟".
وفي هذه النقطة تحديدًا، نقلت صحيفة "الاستقلال" عن الباحث في الشأن السياسي العراقي لطيف المهداوي قوله: إن "هروب قادة المليشيات في العراق، أمر ليس مستغربا، فهم ذئاب على العراقيين، وأمام الأجنبي مجرّد نعامات، فهم لم يقتلوا جنديًّا أميركيًّا، وعندما حصل بالخطأ أوقفوا عملياتهم، وحاولوا إيقاف الرد الأميركي".
وأوضح المهداوي أن "بعض زعامات المليشيات بالفعل لديه علاقات مع روسيا، وخصوصا زعيم مليشيا النجباء أكرم الكعبي، لكن موسكو لا تريد أن تكون طرفًا في نزاع أميركا مع إيران وحلفائها".
ولفت الباحث إلى أن "المليشيات تخشى الدخول في معركة حقيقية مع الولايات المتحدة لذلك جميع ضرباتها على القواعد العسكرية التي يوجد فيها أميركيون في العراق وسوريا، لم تتسبب بمقتل أي جنديّ".