طهران تسمح لزوار دمشق الطائفين بالإساءة للرموز الدينية.. ولكن دون تصوير!
يتبادر إلى أذهان السوريين عند قراءتهم لائحة التعليمات التي أصدرها ما يسمى "المتولي الشرعي لمقامات أهل البيت" المدعو "وائل مرتضى"، تساؤلات عديدة حول فحوى هذا القرار وموقع تنفيذه بمناطق يتشدق نظام الأسد بسيطرته المطلقة عليها.
الإساءة مسموحة ولكن!
بعد انتشار المقطع المصور الذي أظهر حفنة من "الزوار الطائفيين" يعتدون بالعبارات الطائفية على مقام الخليفة الأموي "معاوية ابن أبي سفيان", صدرت تعليمات جديدة من قبل معممي إيران.
وكانت البداية بمنع التصوير داخل المقامات دون تحديدها، ولكن لم يصدر منهم ما يمنع الإساءة لرموز السوريين.
التعميم لا يتعدى محاولة ذر الرماد في العيون، بمعنى أنه سمح لأولئك الحاقدين على رموز أهل السنة في سوريا، التعبير عن حقدهم بشتى الوسائل ومنها تدنيس القبور والمقامات، واكتفت بمنع تصويرها، حتى لا يُفتضح حقدهم "الطائفي" أمام الإعلام.
وحتى التعميمات الأخرى التي أصدرتها المرجعيات الطائفية، لا تغير من واقع الحال شيئاً، فهي منعت فقط الإذاعة الخارجية وما يُسمون "الرواديد" من عقد مجالسهم الطائفية، ولم تتطرق إلى موضوع الإساءة على الإطلاق.
وبالمحصلة ستبقى الاعتداءات الطائفية بحق رموز السوريين الدينية قائمة، وما حدث بالأمس عند قبر الخليفة "معاوية"، سيحدث غداً عند غيره، في استفزاز واضح لمعتقدات غالبية السوريين العاجزين عن الرد.
أين نظام الأسد؟
يتشدق نظام الأسد على الدوام ببسط كامل سيطرته على مناطق واسعة من البلاد، ليظهر زيف ادعائه عند أول "مرتزق طائفي" يخرج بهاتفه المحمول وهو يمجد إيران أو يشتم رموز أهل السنة وسط دمشق.
والتعميم الأخير الصادر عن مرجعيات إيران الطائفية أكبر دليل على غياب أي سلطة للنظام على "الزوار الطائفيين".
فإقرار مثل تلك التعليمات أو منعها، كان من المفترض خروجها من وزارة الأوقاف أو السياحة التابعة لنظام الأسد، باعتبارهما صاحبتي القرار والعلاقة والمسؤولية عن تلك الأماكن.
لكن في الواقع غابت الوزارتان بعد ظهور مقطع الاعتداء الأول، لا شجباً ولا تأييداً، وغُيبت مرة أخرى في تعميم "المرجعية الطائفية" الأخير وكأن لا وجود أو سلطة لها.
والأمر لم يعد غريباً على السوريين القاطنين بمناطق النظام، إذ تكفي زيارة واحد لأحد تلك الأضرحة المزعومة بمنطقة "السيدة زينب" أو غيرها لتثبت لك غياب النظام عنها بشكل كامل، فكل ما تراه هناك، مليشيات "طائفية" معظمها من جنسيات أجنبية.
وبالنهاية يتضح للقريب قبل البعيد أن سلطة النظام تضيق يوماً بعد آخر رغم تشدق "بشار الأسد" المستمر بالسيادة، والحكم في واقع الأمر يعود لإيران ومليشياتها، وما تعليمات "الأضرحة الدينية" الأخيرة سوى مثال بسيط على ذلك.
سعيد علوان