عمليات الترميم المزعومة بديرالزور.. النظام سرق الأموال والسكان باتوا بالعراء
شهدت مناطق سيطرة النظام بمحافظة ديرالزور خلال الفترة الماضية، دخول عدد من المنظمات الدولية، بذريعة إعادة إعمار المناطق المدمرة، والتي تضررت بفعل آلة النظام الحربية قبل سنوات.
لكن وبعد مدة من دخول تلك المنظمات، لم يلحظ أحد أي منفعة عادت على سكان المحافظة، مع اقتصار الترميم وإعادة التأهيل على بضعة ساحات وشوارع لا تفيد المتضررين في شيء، فما الفائدة التي جناها السكان من وراء تلك المنظمات؟
بروظة إعلامية
لا تكاد تدخل منظمة دولية، إلا ويسارع إعلام الأسد للحديث عن بدء إعادة الإعمار المزعومة، متجاهلاً أن آلته الحربية هي ذاتها التي تسببت بهذا الدمار، خلال خروج سيطرة معظم أرجاء المحافظة عن سيطرته قبل سنوات مضت.
ويحاول إعلام النظام تضخيم عمل أي منظمة دولية تدخل للعمل، مهما كان حجم المشروع المنجز صغيراً ولا يفيد السكان في شيء، كما احتفت قبل أيام بإعادة تأهيل ساحة الحرية في مدينة ديرالزور، رغم عدم الحاجة الفعلية لها.
إعلام النظام تجاهل مئات المنازل المدمرة بمحيط الساحة والتي لا تبعد سوى عشرات الأمتار، وركز جل اهتمامه على بضعة أحجار تم رصفها بجانب بعضها البعض، حتى أنها خلت من تمثال شقيق رأس النظام "باسل الأسد" والذي حطمه الثوار تحت أقدامهم قبل سنوات.
سرقة أموال
لا يعدو هدف نظام الأسد من إدخال المنظمات تحت حجة إعادة الترميم، سوى سرقة ما أمكن من أموالها.
ويتضح هذا الكلام من إعطاء محافظ ديرالزور المدعو "فاضل نجار" توجيهاته لبلدية المدينة بعدم إزالة أكوام الدمار المتراكمة بمختلف أحياء المدينة، ومنها في نزلة الرديسات رغم ما تسببه من أذى وإعاقة للمارة.
فهدف مسؤولي النظام من إدخال تلك المنظمات لا يتعدى تحصيل الأموال منها، سواء حققت عمليات إعادة الترميم المزعومة الهدف منها أم لا، وسواء عادت بالفائدة على سكان المنطقة أم لم تعد.
وحتى مؤسسة المياه التي بدأت بلدية ديرالزور إزالة أنقاضها قبل أيام، فلم تبدأ بخطوتها تلك إلا بعد تعهد منظمة دولية بإعادة إعمارها على نفقتها الخاصة، ما يعني تحصيل أموال جديدة تذهب لجيوب مسؤولي النظام.
ماذا جنى السكان
مع سيطرة نظام الأسد على كامل مدينة ديرالزور عام 2017، لم يتوقف الأخير عن التشدق بإدخال المنظمات لإعادة إعمار ما دمرته آلته الحربية بسنوات.
ومع نظرة أولية لما حدث في الأحياء المدمرة، لم نجد أياً من تلك الأحياء شملتها إعادة التأهيل المزعومة، ولم نجد عائلة تمكنت من العودة لمنزلها المدمر.
إعادة التأهيل المزعومة اقتصرت على ساحة هنا، وشارع هناك، وإزالة بعض الركام في الشوارع الفرعية، أو تأهيل جامع أثري، دون إعادة تفعيله مجدداً.
فكل ما أعيد تأهيله لم يفد السكان في شيء، فما الفائدة التي يجنيها الأهالي من ترميم ساحة يحيط بها الدمار، ما يعني أساسا عدم وجود سكان للمرور منها.
ويكفي لتنظيف أحد الشوارع من بقايا الركام أو طلاء الرصيف، بضعة عمال من البلدية، دون إدخال منظمة بأكملها، في مهمة لن ينتبه معظم السكان ما أنجزت، لعدم وجود فائدة من عملها بالنسبة لهم.
كأنك ما غزيت
بعد كل ما حاول نظام الأسد ضخه من حملات إعلامية عن إعادة الإعمار والتأهيل وغيره، بقي الواقع أصدق من كل كلام الأسد وإعلامه.
فالأحياء المدمرة بقيت على حالها دون أي تغيير يذكر، والمهجرون قسرا من منازلهم لم يعودوا لعدة أسباب منها عدم إعادة تأهيل منازلهم.
ومسؤولو النظام في المحافظة لا همّ لهم سوى تحصيل ما أمكن من أموال المنظمات وبالتواطؤ معها طبعاً، من تأهيل جسر هنا وتعبيد طريق هناك، والقائمة تطول.
فلا الركام أزيل ولا الدمار تم ترحيله، ولا النازحون عادوا لديارهم، ليبقى كلام أهل دير الزور لنظام الأسد ومسؤوليه: "كأنك يا أبو زيد ما غزيت".
عروة عبد الرحمن