الأردن عازم على مواصلة حربه ضد عصابات "الكبتاجون" القادمة من سوريا
لا يكاد يمضي يوم إلا وتعلن فيه السلطات الأردنية ضبط شحنات من المخدرات والأسلحة قادمة من سوريا، وقتل أو اعتقال عدد من المهربين.
ويصر الجيش الأردني أن عملياته دفاعية بحتة، بينما ترفض عمان التعليق على الغارات الجوية التي استهدفت مصانع لإنتاج "الكبتاجون" في درعا والسويداء في الجنوب السوري.
وكشفت العمليات المتلاحقة لعصابات المخدرات المرتبطة بإيران، تورط جهات فاعلة بالداخل الأردني لمساعدة المهربين على تمرير شحناتهم مقابل حصة من الأرباح.
تكتيك جديد
بعدما كانت القوات الأردنية تتعامل مع المهربين فور وصولهم إلى حدود المملكة الشمالية، باتت اليوم تستدرجهم لاعتقالهم بدل قتلهم.
والغاية من ذلك الحصول على معلومات حول هوية المتورطين معهم داخل المملكة، الأمر الذي يفضي إلى ملاحقة وتفكيك الشبكة بالكامل.
عصابات منظمة
لم تعد حرب الأردن مع مجرد أفراد همهم جني بعض الأموال، بل باتت الحرب مع عصابات تدعمها مليشيات موالية لإيران، تملك أسلحة متطورة، هدفها تمرير شحنات ضخمة عبر الأردن إلى دول المنطقة، ضمن اقتصاد أساسي بات نظام الأسد ومليشيات إيران يعتمدون عليه.
حدود استراتيجية
لا تشكل شحنات المخدرات التي تدخل خطراً على المملكة وحدها، وإنما يتعدى الخطر إلى دول الخليج المجاورة للمملكة.
ولا ترغب المملكة بالسماح بوصول شحنات المخدرات إلى تلك الدول عبر أراضيها، باعتبار الأمن القومي لهذه الدول جزء من أمنها.
الأمر يتعدى المملكة
كشفت الشحنات الضخمة التي تمكنت الأردن من ضبطها على حدودها الشمالية، أهداف مليشيات إيران الاقتصادية والتي تتعدى حدود المملكة كسوق لتصريف تلك الشحنات.
فهدف تلك العصابات بالدرجة الأولى تمرير الشحنات من سوريا إلى الأردن، وفي المرحلة الثانية إلى دول الجوار وهو ما يدر عليهم ملايين الدولارات ضمن اقتصاد قائم بذاته لنظام الأسد وإيران.
خطوات أردنية صارمة
أعلن الأردن مؤخراً على لسان رئيس هيئة الأركان "اللواء يوسف الحنيطي"، عزم بلاده تعزيز منظومة حرس الحدود الالكترونية، وبناء سياج إلكتروني يمنع أشكال التهريب والتسلل, ولو كانت الظروف الجوية سيئة.
وتشكل حدود المملكة المشتركة مع سوريا والعراق التحدي الأكبر للمملكة مع وجود المليشيات الإيرانية بكثافة على مقربة من تلك الحدود.
الأسد نكث وعوده
كانت الأردن من الدول التي عملت لإعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية، أملا في التوصل معه لاتفاق حول تأمين الحدود ومنع عمليات تهريب المخدرات وهو ما لم يتم علىن الإطلاق.
وتراجعت الاتصالات الأمنية بين الطرفين، مع يقين المملكة بعدم وفاء نظام الأسد بالتزاماته العسكرية والأمنية على حدوده الجنوبية.
ويرى آخرون أن نظام الأسد يتعمد أو يعجز عن وضع حد للمليشيات الإيرانية داخل أراضيه، بهدف تصدير أزماته الداخلية المتلاحقة نحو دول الجوار ومنها الأردن.