ديرالزور|| المتقاعدون ورحلة قبض رواتبهم من الصراف الآلي
يشكل استلام الراتب للمتقاعدين في مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة النظام، معاناة كبيرة لا تقل عن قيمة الرابت المتدنية أساساً.
فاستلام الراتب من الصرافات الآلية ليس متاحاً قبل مضي عدة أيام على بداية الشهر نتيجة الأعطال والمشاكل التي تصيب الصرافات الآلية بشكل دائم.
ويضطر المتقاعد لزيارة الصراف الآلي عدة مرات قبل أن يحالفه الحظ ويتمكن من استلام راتبه.
ويقول أحد المتقاعدين أنه يضطر للذهاب إلى الصراف عدة مرات، رغم إصراره على استلام راتبه في اليوم الأول لعدم امتلاكه مدخرات مالية تسمح له بالانتظار عدة أيام.
وفي حال كان الطابور يعمل، يعاني المتقاعد من الانتظار لعدة ساعات، وتحمل التعب الذي يتجاوز قيمة راتبه التقاعدي بعدة أضعاف دون أية جدوى.
وتكتمل المصيبة عندما يقترب الدور وتنتهي النقود داخل الصراف، ليبدأ المتقاعد رحلة جديدة من العذاب والتي تستمر عدة أيامم أخرى.
ويقول أبو فايز "اسم مستعار" إنه يضطر للوقوف عدة ساعات بشكل متكرر على مدى أيام ليحصل على راتبه، مضيفاً أن الوقوف لا يناسبه لما يعانيه من مشاكل صحية، دون أن يملك حلاًّ بديلاً حيث أن إحدى ولديه معتقل لدى النظام والآخر نزح لخارج مناطق سيطرة النظام.
وتشكل كلفة المواصلات مشكلة للمتقاعد للوصول لمكان الصراف الآلي، ويضطر للذهاب أربع أو خمس مرات على الأقل ليحصل على راتب، ما يكلفه دفع ربع قيمة الراتب الشهري على الأقل.
وتبقى قلة من المتقاعدين من يؤجل استلام راتبه شهرين أو أكثر، وهم ممن لديه مورد إضافي، حيث أن الراتب التقاعدي لا يتجاوز 100 ألف ليرة ولا يكفي ثمن دواء لغالبية المتقاعدين.