مواد بناء مغشوشة تغزو أسواق ديرالزور.. ما علاقة الفرقة الرابعة؟
انتشر في مناطق سيطرة النظام بدير الزور، حديد مدوّر وإسمنت مغشوش مجهول المصدر، بات يلقى إقبالاً من قبل الأهالي نتيجة ارتفاع أسعار مواد البناء بشكل كبير.
مصادر "عين الفرات" كشفت أن الفرقة الرابعة هي من تقف وراء تجارة تلك المواد، حيث تبيع الحديد الذي سبق وسرقته الفرقة من الأبنية المدمرة بمدينة ديرالزور وريفها.
وأضافت المصادر أن الفرقة تمتلك مصانع مخصصة لتصنيع الإسمنت المغشوش والمكون من برادة الحديد والتراب، كما يتم التلاعب بنسب تركيبته الفيزيائية.
مواد تهدد سلامة الأبنية
"أبو محمود"، وهو نجار بيتون من ديرالزور صرّح أن الحديد المدوّر لا يصلح بتاتاً في أعمال البناء، ويهدد بانهيار البناء بالكامل بأي لحظة نظراً لعدم متانته مقارنة بحديد التسليح الجديد.
وتابع أبو محمود أن الإسمنت المغشوش أو منتهي الصلاحية يعني إقامة بناء كامل من الرمل، سينهار البناء يوماً ما عند أول متغيرات جوية أو أضعف هزة أرضية قد تحدث، أو قد ينهار بدون أي مؤثرات خارجية، حسب وصفه.
الرأي الهندسي
أحد مهندسي البناء في ديرالزور تحدث عن مخاطر استخدام الحديد المستخرج من المباني المهدمة، قائلاً إن هذا الحديد سبق واستُخدم سنوات طويلة، وبقي مكشوفا بعد نزعه من البناء المدمّر عرضةً للظروف الجوية.
وأضاف أن هذه الأسباب جعلته فاقدًا للمواصفات الميكانيكية، ولا يجوز استخدامه في تسليح الأبنية نهائيًّا.
وفيما يخص الإسمنت أكد المهندس أنه لا يصح استخدام إسمنت مجهول المصدر، أو منتهي الصلاحية، موضحًا أنه في حال عدم توفر المال لا يجب تهديد أرواح السكان وبناء بيت آيل للسقوط بأي لحظة.
النظام يتنصل
من جهته، تنصل مجلس مدينة ديرالزور التابع للنظام من مسؤولية البناء بحديد مدور.
وادعى رئيس مجلس المدينة المدعو "جرير كاكاخان" أن دور المجلس يقتصر على قمع أعمال البناء دون ترخيص ومخالفة الإبقاء على مخلفات البناء في الشارع وعدم ترحيلها.
ومن المعروف أن المتنفذين لدى نظام الأسد هم أكثر من يشيد الأبنية دون ترخيص، كما أن النظام ذاته لم يرحل الأنقاض الناجمة عن قصفه للمدينة، رغم سيطرته عليها بشكل كامل منذ عام 2017، حسب المصادر.