بلا تأشيرة.. نظام الأسد يدلل العراقيين والإيرانيين
خاص - عين الفرات
لم تعد كثير من قرارات الأسد تخص أزماته ومشكلاته بل تحولت غالبيتها لخدمة داعميه "خاصة الإيرانيين" الذين باتوا يتحكمون بمفاصل الدولة بعد أن تحول بشار إلى مجرد بوق وناطق رسمي "لشرعنة" ما يرغبون بالقيام به نابذاً خلفه كل مصلحة وطنية إلا مصلحته الشخصية المتمثلة بالبقاء على الكرسي.
ولعل القرار الأخير القاضي بدخول "العراقيين" بلا تأشيرة أو حتى إذن دخول إلى سوريا يعني تخلي النظام رسمياً عن هذه البوابات والمنافذ الحدودية بما تحصله من جمارك وضرائب لصالح الإيرانيين وأتباعهم من الميليشيات العراقية.
ففي الوقت الذي يفرض النظام على السوريين أنفسهم الراغبين بالعودة لوطنهم صرف 100 دولار حسب تسعيرة المصرف المركزي وماتحققه هذه المعاملة من عائدات مادية لنظامه المتهالك نراه يغض الطرف عن آلاف "السياح العراقيين" وحرمان البلد من هذه المكاسب في هذا التوقيت ما يجعل المراقب للمشهد السوري في وضع يثير الشبهات حول مقاصد النظام من هذه القرارات التي تصب في مصلحة إيران فقط .
لكل مقام مقال:
يتذكر السوريون القرار الذي تلاه "النافق" وليد المعلم وزير خارجية الأسد السابق والذي ذكر فيه عن استقبال العراقيين من أجل السياحة الدينية وزيارة المقامات وهنا كانت بداية دخول فرق الموت العراقية والإيرانية والأفغانية التي اذاقت السوريين الويلات بعد ارتكابها للمجازر بحق الأطفال والنساء على كامل الأرض السورية بلا استثناء في وقت كان نظام الأسد يلفظ أنفاسه الأخيرة وكان استدعاؤهم مجرد إطالة عمر النظام ولو أيام وهذا ماحدث فعلاً إلى أن تدخل الروس بطائراتهم التي رجحت كفة النظام وأعادت له الحياة.
هل النظام اليوم بحاجة الميليشيات؟
اليوم لم يعد النظام بحاجة هذه الميليشيات، بل صارت عبئاً ثقيلاً عليه مادياً وسياسياً فلماذا يستقبلهم؟
هنا نعود إلى بداية المقال وأن الأسد مجرد "تيس محلل" ومشرعن لهذه الميليشيات،
وأن الأزمة اليوم هي أزمة إيران التي انكشفت على حقيقتها بعد أحداث غزة وأن غايتها من إدخال هذه الميليشيات هي افتعال بعض الأعمال الخلبية ضد المصالح الأمريكية في سوريا لكسب ود وثقة قاعدتها الشعبية التي أصبحت بالحضيض بعد مرور قرابة أكثر من ٥٠ يوماً على الحرب على غزة، ضاربة بعرض الحائط ما ستجلبه من ويلات لسوريا والسوريين المنهكين أصلاً ولعل مطار دمشق وماتعرض له من هجمات على مدى الشهرين الماضيين أكبر دليل على اللامبالاة من قبل نظام طهران وعصاباتها ولم يقتصر الضرر على مطار دمشق فقط بل حتى مطار حلب وبعض المناطق السكنية في دمشق ودير الزور وحلب التي اتخذتها الميليشيات مستودعات أسلحة وذخيرة ومراكز قيادة تدار منها العمليات وتعقد فيها الاجتماعات ماجعلها وبالاً على السوريين في وقت تتنصل فيه إيران عن هذه الميليشيات مدعية أنها "الميليشيات" هي صاحبة القرار الأول والأخير.
رجال أعمال تجار ومقاولون؟
من وجهة نظري كسوري أنهكته الحرب وأعياه الجوع والفقر أرغب بزيارة نوع محدد من العراقيين وغير العراقيين من رجال أعمال ومقاولين وتجار فنحن فعلاً بحاجة هذه الفئات التي تبني ولا تهدم تعمر ولا تخرب تجلب الخير وتفتح المشاريع وتؤمن مصادر رزق للشباب والشابات لإعالة أسرهم وتأمين مستقبلهم وفتح بيوت جديدة بآمال تنتهي بالسعادة بدل البؤس والفقر والحروب.
كتبه عمر مرمر
27 نوفمبر 2023