عين الفرات تكشف معلومات حصرية عن الجهة التي تدير معبر البوكمال الحدودي بين سوريا والعراق
خاص - عين الفرات
من هنا تدخل جميع شحنات الأسلحة القادمة من العراق وإيران إلى الأراضي السورية... شبكة عين الفرات تكشف معلومات حصرية وسرية للغاية عن الجهة التي تدير معبر البوكمال الحدودي بين سوريا والعراق، بتواطئ من نظام بشار الأسد الذي تنازل عن أغلب المعابر البرية والبحرية لصالح روسيا وإيران مقابل البقاء على كرسي الحكم.
عدسة مصادرنا تجولت ضمن معبر البوكمال، وكشفت بالصوت والصورة بأن تواجد عناصر الأجهزة الأمنية لنظام الأسد من مفارز أمن دولة وأمن عسكري وأمن سياسي ما هي إلا واجهة هدفها تضليل الرأي العام الدولي بأن النظام في سوريا هو من يدير المعبر، لكن في الحقيقة أن مليشيات عراقية مدعومة من "الحرس الثوري" الإيراني هي من تدير المعبر، ووجود عناصر النظام هو مجرد غطاء لعدم الكشف عن الجهة المسيطرة على المعبر والمشرفة على إدخال شحنات السلاح ضمن الشاحنات التجارية.
المليشيات العراقية الموالية لإيران تسيطر على معبر البوكمال- القائم منذ عام 2017 وعدة مواقع قريبة من المعبر حتى يومنا هذا، حيث يتم استبدال مليشيات عراقية بمليشيات أخرى كل فترة بأوامر وتوجيهات من قادة "الحرس الثوري" الإيراني في البوكمال.
في شهر آذار/ مارس 2023 أجرت المليشيات الإيرانية تغييرات واسعة في منطقة البوكمال منها استبدال القائد العام للميليشيات "الحاج عسكر" بـ "الحاج عباس" الإيراني، والذي بدوره أجرى عدة تغييرات في المنطقة منها تغيير المليشيات المسيطرة على معبر البوكمال وساحة الأسطورة للتبادل التجاري، حيث كلف "الحاج عباس" ميليشيا "سيد الشهداء" بزعامة المدعو "أحمد العراقي" بالإشراف على المعبر بدلاً من" حركة النجباء" التي سيطرت على المعبر لعدة سنوات.
كما أصدر "الحاج عباس" الإيراني تعليمات لـ "أحمد العراقي" مسؤول ميليشيا "سيد الشهداء" بضرورة تغيير لباس عناصره العسكري وارتداء زي قوات الأسد، كي لا يتم التمييز بين عناصر الميليشيات العراقية وعناصر النظام ضمن البوابة الرئيسية للمعبر خوفاً من عمليات استهداف جوي.
التعليمات تضمنت أيضاً تكليف "أحمد العراقي" بإنشاء طريق مباشر يربط بين ساحة الأسطورة ومعبر السكك غير القانوني جنوبي قرية الهري، حيث تمكنت عدسة عين الفرات من رصد الطريق الذي يمر بين منازل المدنيين.
ومؤخراً رصدت مصادرنا دخول شاحنتين لنقل الخضار والفواكه من معبر البوكمال القائم الحدودي إلى الأراضي السورية، لكن اللافت بالأمر حجم السيارات العسكرية التابعة لـ"حركة النجباء" العراقية التي رافقت الشاحنتين، ومنعت عناصر الجمارك التابعين لقوات النظام في معبر البوكمال الحدودي من تفتيشهما.
صواريخ مختلفة الأشكال والأحجام ذات منشأ إيراني كانت ضمن حمولة الشاحنتين، التي توجهت إلى المربع الأمني الإيراني بالقرب من دوار الهجانة عند مشفى بدر الجراحي بمدينة البوكمال، حيث رافقتها سيارتين رباعية الدفع، إحداها تقل القيادي في مليشيا "حزب الله" اللبناني شيخون الأبير الذي ينحدر من منطقة السلمية بريف حماة الشرقي، حيث سلكت الطريق المؤدية إلى مدينة دير الزور.
عند وصول شحنة الأسلحة إلى حي هرابش بمدينة دير الزور رافقتها سيارة عسكرية من نوع هيونداي أنتر متوسطة قادمة من مطار دير الزور العسكري مدججة بالأسلحة والذخيرة وبداخلها 10 عناصر للترفيق وللحماية، ثم سلكت الطريق المؤدية إلى مدينة تدمر بريف حمص الشرقي.
وبالقرب من البوابة الرئيسية لمعبر البوكمال أنشأ "أحمد العراقي" مقرًا للضيافة خاصة بقادة "الحرس الثوري" الإيراني و"الحشد الشعبي" العراقي و"حزب الله" العراقي أثناء قدومهم من العراق إلى سوريا، حيث أطلق عليها اسم مضافه أصدقاء سورية، وهي مضافة سرية غير مكشوفة للمدنيين ومعروفة فقط من قبل عناصر المليشيات العراقية خوفا من استهدافها جوا.
يحيط بمقر الضيافة عدد من منازل المدنيين، التي أغلب أصحابها من المقربين من المليشيات الإيرانية والعراقية، وأبنائهم منتسبين في صفوف ميليشيا "اللواء 47" الإيراني وميليشيا "الحشد الشعبي"، بهدف التغطية على الوجود الإيراني في المنطقة القريبة من الحدود السورية العراقية التي باتت مصدر قلق للسكان المحليين من تغيير ديني وديمغرافي، ومعبر لشحنات السلاح والمخدرات، وحافلات الزوار التي غايتها إثارة الفتنة وإشعال التوتر بالمنطقة من خلال سب الرموز الدينية.