ظاهرة التسول وعمالة الأطفال تغزو مدينة دير الزور
تشهد أحياء مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام والمليشيات المساندة له، انتشاراً لظاهرة التسول والمشردين نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية.
مراسل شبكة "عين الفرات" في المدينة قال إنَّ العديد الأطفال ممن لا معيل لهم أو مأوى يعملون بالتسول أو بجمع البلاستيك والحديد من القمامة لبيعها والعيش بثمنها، إضافة إلى أنَّ العديد من الأهالي امتنعوا عن إرسال أطفالهم إلى المدارس وألحقوهم بأعمال مجهدة للمساعدة في تأمين لقمة العيش.
وللوقوف على أسباب ازدياد هذه الظاهرة التي تعتبر دخيلة على المجتمع الديري أجرى مراسلو شبكة "عين الفرات" مقابلات مع عدد من سكان المدينة كان أولها مع السيدة أم إبراهيم وهي والدة طفل يعمل بجمع القمامة بشوارع مدينة دير الزور.
وقالت أم إبراهيم إنَّها اضطرت لدفع ابنها البالغ من العمر 10 سنوات للعمل بجمع القمامة بسبب عدم وجود معيل لعائلتها المكونة من أم إبراهيم وإبراهيم، وطفلة تبلغ من العمر 14 عامًا، وأوضحت أنَّ زوجها توفي نتيجة قذيفة مصدرها قوات النظام سقطت بالقرب من منزلهم في حي العرضي.
وأضاف أبو البراء وهو رجل سبعيني لديه إعاقة جسدية نتيجة تعرضه للإصابة بغارة جوية نفذتها طائرات النظام على حي الجبيلة، أنَّ ارتفاع تكاليف المعيشة أجربه على إرسال أطفاله الثلاثة للعمل في أعمال شاقة مقابل مبالغ مالية بسيطة.
وأشار أبو البراء إلى أنَّ أحد أطفاله يعمل بتحميل وتنزيل الخضار والفواكه في سوق الهال بأجرة يومية تبلغ 3500 ليرة بينما يعمل طفلاه الآخران بالتسول بسبب عدم تمكنهم من الحصول على عمل، موضحًا أنَّ دخله الشهري لا يتجاوز الـ 200 ألف ليرة سورية من عمل أطفاله الثلاثة.
وقال أبو البراء أنَّه حاول مراراً تسجيل اسمه لدى منظمة الهال الأحمر للاستفادة من المساعدات المقدمة إلا أنَّ موظفي المنظمة رفضوا تسجيله بسبب عودته المتأخرة للمدينة دير الزور.
وتعيش مدينة دير الزور وأجزاء من ريفها وضعاً معيشياً متردياً ونقصاً في معظم الخدمات، في ظل ظهور بارز لمجموعة من الشخصيات التي استفادت من سطوة المليشيات وتحكمها في كافة مفاصل الحياة بالمحافظة.