من ارتمى بحضن من.. بشار الأسد أم قيس سعيد؟!
توصل الرئيس التونسي قيس سعيد مؤخرًا بعدما كتم تقريبا كل أصوات معارضيه في الداخل إلى نتيجة مفادها أنه "لا يوجد ما يبرر عدم وجود سفير تونسي لدى النظام وسفير للنظام في تونس".
النتيجة النهائية التي أعلنها سعيد، والتي كانت معروفة سابقًا للقاصي والداني، لم تكن في سياق سياسة مؤسساتية للدولة التونسية، إنما جاءت في إطار شخصية الرئيس ذاته التي تميل في معظم صفاتها (مع فارق الإمكانيات حاليًّا) خاصة فيما يتعلق بالاستبداد بالسلطة ولو كلف الأمر قتل واعتقال وتهجير الآلاف بل مئات الآلاف.
أعلن سعيد ما وصل إليه من (اللا مانع) من توطيد علاقات مع نظيره في كل شيء "الأسد"، خلال درس "توجيه سياسي" لوزير خارجيته "نبيل عمار"، لم يخلُ من التعبيرات الإنشائية التي داس عليها السوريون في ثورتهم وأعلنوا لكل الكون كذبها وبطلانها.
سعيد الذي اعتاد المطّ والتشدق وإبراز الجانب اللغوي في خطاباته، لم يجد في قواميسه ما ينصف به ملايين السوريين الذين عانوا جور الأسد، واختار من صفحات مظلمة قاتمة ما يتذرع عبثًا به أمام ملايين السوريين والتوانسة والعرب عمومًا.
ناشطون سوريون عبروا عن أسفهم الشديد لما حلّ بتونس على يد سعيد، خاصة أنها كان أول من أشعل لهيب غضب العرب على مستبديهم، وأول من أعطى درسًا للعالم أجمع أن شعوب المنطقة أهل للحرية.
الناشطون أكدوا حاجة كل من بشار وسعيد لبعضيهما مع تطابق سياسة كل منهما في الاستفراد المطلق بالسلطة، بل ورجحوا حاجة سعيد لدروس من الأسد أكثر من رغبة الأسد بدعم سعيد له.