اختصروا كارثة السوريين بصندوق مساعدات.. وحتى في هذه فشلوا!
خاص - عين الفرات
عندما انطلقت الثورة السورية عام ٢٠١١ لم يكن السوريون في حالة جوع ولم يصرخ متظاهر واحد بذلك، بشهادة النظام وشبيحته ومؤيديه، أليسوا هم من أطلق ظاهرة "كنا عايشين"؟!، كما لم يكن سوريّ يعرف معنى صندوق المساعدات، والمنظمات الإغاثية والجمعيات الإنسانية، لذلك وبدون مزيد من الإطالة كل ما طلبه السوريون هو إزالة هذا النظام فحسب.
والحق يقال لم يكن يعرف هؤلاء السوريون مدى أهمية هذا النظام بالنسبة لمعظم دول العالم، وهذا ما جعلهم يستغيثون بمجلس الأمن والدول العظمى لإنقاذهم من بطش الأسد وشبيحته، وكذلك وبدون مزيد من الشرح اكتشف السوريون بعد سنوات ثورتهم أن ما يُعرف بالمجتمع الدولي يقف فعلًا مع البطش ضد من استغاث بهم عبثًا.
بل وأسهم هذا المجتمع الدولي بإطالة وتفتيت قضية السوريين، حتى وصل في محصلتها أن المشكلة هي فقط إنسانية إغاثية تستدعي اجتماع دول كبرى فقط لدراسة آلية إدخال المساعدات لمحتاجيها، فوق ذلك يستجدي ذات المجتمع الدولي الأسد وروسيا ليحصلوا منهم على موافقة (لقاء مقابل) ليحصل محتاجو المساعدات في مخيمات الشمال على لقمة طعام.
والقارئ العارف بأحوال الحروب وتدخّل الدول بها يعرف تمامًا أن ما وصل إليه السوريون لم يكن مصادفة إنما بالتدريج وعلى مراحل مدروسة، هدفها إرسال نص يختزل أسباب ثورة سوريا بعلبتي طماطم وبعض أكياس عدس وبرغل، رسالة نصها أن ملايين النازحين واللاجئين خرجوا بحثًا عن طعام، وبالمناسبة سألني أحد الأصدقاء يومًا (ليس سوريّ) عن مشاريع افتتحها سوريون في دول اللجوء مستغربًا مصدر المال، أجبته أنه ومن قال لك أننا خرجنا فقراء أو طلبًا للمال، نحن يا صديقي إنما خرجنا بعد خذلان بحثًا عن أمان.
عبد الله مسعود