هل يضحي الأسد من أجل السوريين؟
خاص - عين الفرات
في ظل هذه الأزمة التي تمر على مناطق سيطرة النظام والحال الذي وصل إليه السوريين وخاصة في تلك المناطق، تعالت بعض الأصوات من هنا وهناك منهم فنانون وسياسيون أو عسكريون صغار وكان في مجملها بأن (الحل بإيدك ياسيادة الرئيس) في إشارة إلى طلب التنحي عن السلطة وإنقاذ ما تبقى إنقاذه من بقايا البلاد والعباد .
ولكن بالمقابل لا نرى من هذا النظام والصف الأول من شبيحته إلا كل استكبار وعنجهية تزداد يوماً بعد يوم ولسان حاله يقول" فاتكم القطار يكفيكم فخراً أني ما زلت رئيسكم"
وبالعودة الى تاريخ هذا النظام ونشأته المشبوهة نجد أنه على استعداد بالتضحية بكل شيء إلا بالسلطة .
فمنذ استلام الأسد الأب لوزارة الدفاع قدم كثيرًا من التنازلات في سبيل الوصول إلى السلطة بداية من الجولان التي انسحب منها وسلمها للإسرائيليين مقابل دعمهم له وإيصاله للحكم وبالفعل بدل أن يحاكم على جريمته استطاع وبانقلاب عسكري تسلم رئاسة الجمهورية حتى صار حارساً لحدود اسرائيل حتى موته عام 2000 مرتكباً أبشع المجازر بحق السوريين في تدمر وحماة وحلب دون أن يطلق رصاصة واحدة باتجاه الإسرائيليين الذين حزنوا على فراقه أكثر من حزنهم على قادتهم ورؤسائهم باعترافهم هم.
ولعل التهديد الأكبر الذي كاد يطيح بحافظ الأسد بعد تسلمه للسلطة هو تمرد شقيقه رفعت قائد الوحدات الخاصة في الجيش السوري آنذاك وقد جرت معارك بالأسلحة المتوسطة والثقيلة بين الطرفين لاتزال آثارها موجودة إلى اليوم في مناطق من اللاذقية وطرطوس انتهت ب (استسلام) رفعت ونفيه إلى فرنسا. ولم ينته الحال برفعت فذاكرة السوريين مليئة بالشخصيات التي ضحى بها حافظ الأسد بأساليب مختلفة إما بالنفي أو الإقالة أو حتى بالقتل أمثال محمود الزعبي الذي أخطأ حين تحدث عن ثروة باسل الأسد بعد موته والتي احتجزتها سويسرا في بنوكها آنذاك ولم يستطع الأسد استرجاعها، هذا التصريح للزعبي اعتبره حافظ الأسد إهانة له ولابنه آنذاك ، بالرغم من اعتبار الزعبي أحد أعمدة النظام في ذلك الوقت بعد أن عمل رئيسا للوزراء منذ العام 1987 حتى تاريخ اغتياله في 7 آذار عام 2000،
هذا ويزخر تاريخ الأسد الأب بكثير من التضحيات غير المشرفة في سبيل بقاءه في السلطة .
ولم يختلف بشار كثيراً عن والده، ولعل أبرز ضحايا بشار هو صهره زوج أخته بشرى وذراعه اليمين ( آصف شوكت ) حين اغتاله في ما يعرف بتفجير خلية الأزمة حيث قتل وأصيب معه مجموعة من الوزراء مثل محمد شعار وزير الداخلية وحسن تركماني وزير الدفاع وغيرهم بعد تسرب اشاعات عن احتمالية قيام هؤلاء الضباط بانقلاب ضده.
هذا وفي حال فكر بشار الأسد بالتنحي ( إذا سمح له الإيرانيون والروس) فإن مئات الملفات بانتظاره بسبب الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين والتي يصنف بعضها بجرائم حرب مثل استخدام الكيماوي وبعضها بالإبادة الجماعية بسبب المجازر التي ارتكبها ضد المدنيين إضافة إلى ملفات أخرى تجعل الأسد ونظامه يضحون بكل شيء ماعدا السلطة وهذا ماجعل نظامه أشبه مايكون بعصابة لا هم لها سوى البقاء في السلطة ولو على أشلاء البشر.
الكاتب : عمرمرمر