شبكة عين الفرات | في الغرف المغلقة بمناطق النظام .. احتجاجات صامتة ودعوات للإضراب

عاجل

في الغرف المغلقة بمناطق النظام .. احتجاجات صامتة ودعوات للإضراب

خاص - عين الفرات 

تجددت الاحتجاجات من جديد في مدينة السويداء مع خروج النظام بمنطقه المعتاد أمام المحتجين وممثليهم مهددًّا ومتوعدًا بتطبيق ما يراه "تجربة ناحجة" نفذها سابقًا على معظم المحافظات السورية، هذه المرة على أهالي السويداء، وهذا ليس مستبعدًا بما عهِد السوريون عنده من كل فنون الإجرام والقتل.

احتجاجات السويداء هذه تمتد إلى نقمة صامتة بين السوريين في مناطق سيطرة قوات الأسد في أنحاء سورية عدة، مع حديث من مصادر عدة عن دعوات داخل الدوائر الحكومية التابعة للنظام تطالب بإضراب عام لموظفيها، خطوة تعدّ أقصى ما يمكن لهؤلاء فعله مع يقينهم لرد فعلٍ إجراميّ قطعي لقوات الأسد تجاه من يفكر بمجرد الحديث عن وجود أزمة داخل البلاد، فكيف لمن يدعو لإضراب ويسير جديًّا نحو تنفيذه.

صحيفة "الشرق الأوسط" نقلت عن أشخاص وصلتهم الدعوة تساؤلهم "على ماذا يخاف الناس، على فقدان وظيفة مرتبها بات فرنكات؟"، في الحقيقة لا يمكن أن يخشى أحد فقدانه معاشًا شهريًّا قدره ١٠ أو ١٥ دولارًا كحدّ أقصى، إنما خوف هؤلاء يندرج تحت يقين يدركه كل سوري حتى مؤيدي النظام، أن الأسد لا يمكن إلا أن يلاحق من يهدد وجوده، وبالفعل هذا ما حصل وشهد عليه العالم.

كل سوريّ يذكر أنه وبعد حقبة الثمانينات من القرن الماضي كيف لاحق النظام معارضيه آنذاك، بل ولاحق ذرياتهم وأحفادهم حتى وقت قريب قبل الثورة، والكل يذكر جيدًا الموافقة الأمنية التي يجب أن يحصل عليها أي سوري لأي شأن صغيرًا كان أو كبيرًا، والكل لديه أمثلة عن أشخاص لم يُقبل تعيينهم في وظائف حكومية لأن أحد أعمامه فلان، وفلان معارض للنظام توفي منذ عشرين سنة مثلًا، أو خارج البلاد لا يعرف مصير له، وغالبًا ما يكون المحروم من الوظيفة لا يعرف فلان هذا أصلًا، والسؤال هنا كيف تحمل الناس كل هذا الظلم لولا عامل الخوف، وعندما أزال السوريون هذا العامل وخرجوا واجههم النظام بالقتل والتشريد، والأكثر مرارًا وقوف العالم متفرجًا إن لم يكن داعمًا الأسد، على ذلك كيف لا يخاف الناس وهم يدركون يقينًا حجم الظلم؟!.

على أيّ حال، بات السوريون في مناطق النظام يعيشون لانتظارين؛ إما انتظار قادم أفضل والكل متفق أنه لن يكون بوجود الأسد وعصاباته، أو السكوت وانتظار لحظة أمرّ وأقسى مع صعود مستوى معاناتهم إلى حدّ لا علاج له. وهذا ما يتجه إليه الوضع العام في سوريا مع انعدام أي فرصة يحصل فيها النظام على إعانات من دول تدعمه، فروسيا منشغلة في أوكرانيا، ونظام إيران في طريقه إلى الانهيار، وباقي الدول الداعمة للنظام فوق قلّتها قدراتها بالكاد تكفي صمت مواطنيها. على ذلك الاحتجاج الصامت لا يكفي ودعوات الإضراب في غرف مغلقة لن تجدي إذا لم يُفتح لها الباب.

أخبار متعلقة