شرطة أعزاز تعتقل رجلاً وزوجته بتهمة تعذيب طفل حتى الموت
اعتقلت قوات الشرطة التابعة للجيش الوطني في أعزاز شمالي حلب رجلاً وزوجته للتحقيق معهما في جريمة قتل طفلهما، جراء تعريضه للتعذيب، وفق ما ذكر موقع "العربي الجديد".
وقال المصدر إن قوى الشرطة في أعزاز اعتقلت رجلاً من مهجري ريف العاصمة دمشق وزوجته، بعد ارتكابه جريمة قتل بحق طفله أيمن البالغ من العمر 8 سنوات من خلال تعذيبه وتعنيفه بالضرب المبرح يومياً، مؤكدةً أنه "تم إسعاف الطفل إلى مستشفى مدينة أعزاز الوطني شمال حلب يوم أمس الخميس، وكان بحالة غيبوبة تامة، وبقي في المستشفى بضع ساعات، ثم فارق الحياة".
وأشار المصدر إلى أن "الشرطة فتحت تحقيقاً واعتقلت الأب وزوجته فوراً عقب وفاة الطفل".
من جهته، أوضح الحقوقي عاصم الزعبي، عضو "تجمع أحرار حوران"، لـ"العربي الجديد"، أنه بحسب قانون العقوبات السوري، فإن الجريمة التي ارتكبها الرجل وزوجته تعدّ من جرائم القتل المشددة، والتي عادة في حكمها النهائي تأخذ العقوبة الأشد، بالنسبة للزوج، وهو أيضاً والد الطفل الذي يقل عمره عن 15 سنة، العقوبة الأولية هي الأشغال الشاقة من 15 و20 سنة، وهي عقوبة مؤقتة، لكن في حالته تتحول إلى أشغال شاقة مؤبدة بسبب الطريقة التي تم تنفيذ القتل بها، وهي التعذيب، وذلك وفقا للمادة 534 من قانون العقوبات، والتي تفرض التشديد في العقوبة في هذه الحالة.
ومن جهة أخرى، وبحسب المادة 535 من قانون العقوبات، هناك سبب مشدد يجعل العقوبة تتجه إلى الإعدام، وهو أن الجريمة وقعت على أحد الفروع، وهو الابن في هذه الحالة. ولم يرد في قانون العقوبات السوري ما يجعل من تعاطي المخدرات والإدمان عليها سبباً لتخفيف العقوبة أو الإعفاء منها، يبين المتحدث.
أما بالنسبة لزوجة الأب، وهي ليست الأم، فقد لفت الزعبي إلى أنها "شريكة في الجريمة مكتملة الأركان، وبالتالي تخضع للعقوبة المنصوص عليها في المادة 534 من قانون العقوبات السوري، أي الأشغال الشاقة المؤبدة بسبب قتل حدث دون الخامسة عشرة من عمره".
وأردف الزعبي: "بالنسبة للقوانين في الشمال السوري، فهي غير واضحة في التعامل مع هذا النوع من الجرائم، فهي تتبع حيناً للقانون العربي الموحد، وحيناً آخر للقانون التركي، الذي يمنع الإعدام، ولكن نتيجة للفوضى الأمنية والقانونية في الشمال، فكل الاحتمالات مفتوحة، ومن بينها تهريب المجرمين لسبب ما، أو ربما قتلهم، وفي أحسن الأحوال سجنهم لعدة سنوات".
ولفت المتحدث إلى أنه في السنوات الأخيرة انتشرت جرائم قتل وإيذاء الأطفال جسدياً وحتى نفسياً على نطاق واسع في سوريا، وهناك العديد من الأسباب، أبرزها الفقر الذي غزا المجتمع السوري بشكل غير مسبوق، وأيضاً انتشار وتعاطي المخدرات بشكل كبير، والأمر الآخر عدم تطبيق القوانين الجزائية بحق مرتكبي هذا النوع من الجرائم، وهذا ما شجع على ارتكابها.
وكانت جريمة قتل الطفل هزت الشمال السوري، وسط مطالب من ناشطين على مواقع التواصل بإنزال أقصى العقوبات بحق الأب وزوجته.