تسبب بتدهور الغطاء النباتي واستفحال التصحر.. الجفاف في الحسكة بلغ ذروته
متداول - عين الفرات
تعاني محافظة الحسكة شرقي سوريا موجات جفاف على مدى السنوات الماضية، أثرت بشكل كبير على إنتاج المحاصيل الاستراتيجية وعلى الغطاء النباتي في المنطقة.
ونقلت جريدة "عنب بلدي" عن أحد مزارعي ريف القحطانية جنوبي الحسكة عدم تصديقه أن هذه المنطقة كانت سابقًا مسرحًا للحيوانات البرية من غزلان وأرانب وإبل وغيرها، التي تجوب المنطقة من ريف القامشلي الجنوبي وصولًا إلى الحدود العراقية”.
وشبّه المزارع، حسب الجريدة، العامين الماضيين بأقسى موجة يذكرها منذ عقود، إذ عانت المنطقة شحّ الأمطار، وقلة مياه الأنهار والبحيرات، وهو ما أثّر أيضًا على نمو الأشجار ومساحات المحاصيل الزراعية في المنطقة.
وحسب "عنب بلدي" فإن تدهور الغطاء النباتي و”استفحال التصحّر” سببه اعتماد الزراعة بشكل كبير على مياه الأمطار، وعدم الاستثمار الجيد للموارد المائية الأخرى المتاحة في المحافظة كالأنهار (الفرات، الخابور وغيرها) من قبل الجهات المسؤولة لدعم الزراعة والتشجير في المنطقة.
وحمّل خبراء كثرة التحطيب الجائر وفقدان المسؤولية من قبل التجمعات السكانية، من أجل التدفئة أو الربح التجاري في ظل غياب أي سلطة تردع هذه التصرفات، ودون محاولة أي جهة تعنى بالقطاع الزراعي لتعويض الفقد الناتج عن التحطيب، أو تنفيذ حملات تشجير فعالة لوقف تصحّر الغطاء النباتي.
وضربت المنطقة نحو ثماني موجات سابقة من الجفاف، أقساها في عامي 2007 و2008، حين لم يستطع مئات الفلاحين زراعة أرضهم في 2009، بسبب خسارة محصولهم على مدى عامين متتاليين.