مؤونة الشتاء.. عادات تقاوم الاندثار لأهالي وادي الفرات في سوريا وسط الظروف الصعبة (صور)
تنطلق في أواخر الشهر الثامن من كل سنة صناعة المؤونة الشتوية، والتي تنشغل فيها نساء وادي الفرات في سوريا، وتشمل مأكولات متنوعة من مربى التين واللبنة والمكدوس والمخلل، لأكلها في أيام الشتوية التي تقل فيها الخضار وترتفع أسعارها.
ورغم الأتعاب التي تحلق بربّات المنزل والواجبات التي تقوم بها المرأة الفراتية؛ إلا أنها تخصص أوقاتاً لكي تُجهّز فيها المؤونة في الشتاء.
وقالت إم إبراهيم من أهالي الرقة في حديث مع شبكة عين الفرات: "نبدأ بتجهيز المؤونة الشتوية مما نحتاج إليه مثل الحاجات الأساسية مثل دبس البندورة والفليفلة والمربى بأنواعها، ونحن كنساء الرقة ورثنا هذه العادات منذ القدم ومازلنا نحافظ عليها".
وأضافت: "كما اعتدنا منذ القدم بتجهيز مؤنة الشتاء التي نأكلها في إفطار الصباح في أيام الشتاء، وتعمل كل النساء في وادي المنطقة على تجهيز المونة لعوائلها".
ونظراً لارتفاع أسعار الخضار والفواكه لهذا الموسم؛ فإن الإقبال على تجهيز المؤونة الشتوية ليس بالجيد، تزامناً مع تردي الأوضاع المعيشية في المنطقة.
أم الحارث تقول لشبكة عين الفرات: "لم تنزل أسعار الفواكه والخضار لهذه السنة فاضطررنا إلى تقليل الكميات من تجهيزات مواد المؤنة، لأنها أصبحت مكلفة للغاية، وضعف الحال أجبرنا على تقليل الكميات إلى ما دون النصف لأن الأسعار مرتفعة للغاية لهذا الموسم".
أما فيما يخص الوضع المعيشي في المنطقة؛ فإن المؤونة الشتوية أصبحت حكراً على العوائل والأهالي الميسورين الحال في مناطق الرقة، فقلة فرص العمل والفقر الذي اجتاح المنطقة يجعل الكثير من الأهالي عاجزين عن تخزين مؤنتهم لعدم قدرتهم.