النحالون يواجهون خطر الإفلاس في الرقة.. والإدارة الذاتية تغمض عيونها عن معاناتهم
خاص - عين الفرات
يشتكي عشرات النحالين، خلال الآونة الأخيرة، في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديموقراطية "قسد" من ظاهرة نفوق واختفاء النحل بشكل كبير ومستمر من الخلايا في عموم مناطق تربية النحل في مدينة الرقة.
حيث بلغ انخفاض أعداد النحل هذا العام بنسبة تجاوزت الـ 50% مقارنةً بالعام الفائت 2020، بسبب أمراض "النوزيما" و"القراد"، في ظل قلة توفر الأدوية المستخدمة، مما أدى لارتفاع أسعار العسل بشكل مضاعف.
ويقول، ملهم النجرس، أحد مربي النحل في محافظة الرقة: " إنَّ أعداد النحل في خلايا التربية انخفضت هذا العام لنصف العدد تقريباً إذا ما قارناها بأعداد العام الفائت، بسبب تفشي الأمراض البكتيرية والقراد الطفيلي، في ظل ندرة توفر الأدوية وتخاذل الإدارة الذاتية والجهات المعنية عن دعم هذا القطاع الذي يشكل ركن أساسي في اقتصاد الرقة، مما تسبب بارتفاع أسعار مادة العسل في السوق بشكل مضاعف".
ومن جهته أضاف، مهدي الزانة، مربي نحل من أبناء منطقة الكسرة جنوبي الرقة: " كان لدي ما يقارب الـ 140 خلية نحل من النوع الأمريكي الهجين والبلدي، أربيها في مزرعتي الواقعة في منطقة الكسرات جنوبي الرقة، ولكن اليوم انخفض العدد إلى 80 خلية، بسبب عدم توفر الأدوية المخصصة لأمراض النحل وأهمها النوزميا والقراد.
اقرأ أيضاً: تزايد حالات السـ.ـرقة والسـ.ـطو المسـ.ـلح في الرقة.. واللصوص شكلوا عصـ.ـابات ممنهجة
وتابع مهدي: " إنَّ جهل المزارعين بالطرق الصحيحة لرش المبيدات الحشرية على المحاصيل الزراعية، واستخدامها دون مراعاة الإرشادات الزراعية، ساهم أيضاً، في انحسار المراعي المخصصة للنحل وفقدان الملايين من هذه الحشرات.
اقرأ أيضاً: أطفال ريف الرقة خارج مقاعد الدراسة لإعالة أهلهم.. تأمين القت اليوموي بات أولوية قصوى
والجدير بالذكر أنَّ قطاع النحل من أكثر القطاعات التي تعرضت لخسائر في مدينة الرقة، نظراً لقلة الدعم وكثرة الصعوبات التي تواجه القطاع، فصعوبة نقل النحل بحثاً عن مراعي جديدة بسبب حواجز "قسد" لاسيما وأنَّ عملية النقل تتم ليلاً، وصعوبة توفير السلالات الهجينة المحسنة للنحل بالإضافة لقلة الوعي حول رش المبيدات الحشرية من قبل المزارعين، كل ذلك يشكل جداراً كبيراً أمام ازدهار قطاع النحل في الرقة.