عقب ظهور "راشدة التجسس" للمرة الأولى بديرالزور.. إيران تستدعي خبراء للتنصت على مكالمات أهالي المدينة وريفها
خاص-عين الفرات
وصل، خلال الأيام القليلة الماضية، من إيران إلى ديرالزور (عبر مطار دمشق الدولي) خبيري تجسس واتصالات لتدريب عناصر محددة تابعة للحرس الثوري الإيراني على استخدام أجهزة التنصت والتجسس على الهواتف النقالة.
وقال مراسل شبكة "عين الفرات" إنَّ الخبراء وصلوا، مساء الأربعاء، لتدريب عناصر الحرس على استخدام "راشدة" التنصت وإرسالهم نحو البوكمال والميادين والعشارة بريف ديرالزور، والإبقاء على أعداد منهم داخل المدينة.
وكانت الراشدة ظهرت للمرة الأولى بشوارع ديرالزور في الـ12 من الشهر الحالي، لتبقى بعدها بمقر كلية التربية بشارع بورسعيد، أو بحديقة كراميش في حويجة صكر، والمنطقتين هما معاقل للميليشيات الإيرانية.
وكانت سيارة رباعية الدفع محملة بصحن لاقط وعمود إشارة ظهرت في حي البيئة بدير الزور، مساء يوم السبت 12 يونيو/حزيران، في مرة تعتبر الأولى لهذه السيارات داخل مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة الميليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري.
وسببت السيارة نوعاً من الإرباك للأهالي كونها تابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني من جهة، ولجهل الأهالي بمهمة هذه السيارة أو خطرها عليهم.
وبعد رصد السيارة والتواصل مع شخصيات مطلعة، تبين أنها راشدة تنصت وتجسس على الاتصالات مهمتها "فلترة" الكلمات الصادرة عبر المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية القصيرة "SMS"، والتي يجريها أهالي المدينة مع أهلهم النازحين للشمال السوري ومناطق سيطرة المعارضة.
اقرأ أيضاً: اجتماع بين قيادات النظام السوري وممثلين عن الروس بمدينة ديرالزور.. والتفاصيل( فيديو)
وترصد الراشدة اي كلمة تثير اهتمام النظام السوري وحلفائه مثل (الجيش الحر، دولار، فصائل ومجموعات، سلاح، تسلل، هجوم... ) لتحدد القطاع أو برج الاتصالات الذي تصدر منه، ويتم تحديد المنزل الذي يجري الشخص الاتصالات منه عبر جهاز يدوي محمول يكون داخل الراشدة و يستعمله العناصر المتواجدون بداخلها.
كما تتحرك الراشدة عند مراقبة مخابرات النظام السوري لجهاز اتصال ورقم شخص معين، لتحدد موقعه وتقوم باعتقاله.
ولا تستطيع الراشدة مراقبة المحادثات والاتصالات على تطبيقات التواصل الاجتماعي " مسنجر، واتس آب، سيغنال.."، حيث تنحصر خصائصها بمراقبة المكالمات الصادرة من المنطقة إلى الخطوط التركية، أو الخطوط السورية المسجلة كمطلوبة أمنياً لدى المخابرات، والتي تسمى في سوريا بالخطوط "المحروقة"، ولكن المخابرات لديها القدرة فقط على رصد إشارات تصدر من المنطقة نحو الشمال السوري، دون التمكن من معرفة تفاصيل الرسائل أو المكالمات، وهي سبب كافي للاعتقال، ومعرفة تفاصيل المحادثات خلال التحقيق.
اقرأ أيضاً: قوات النظام تنشر نقاط "أمنية" داخل أحياء مدينة ديرالزور
ويتم تحويل المعتقلين الذين يجرون المكالمات المذكورة إلى فرع الخطيب 251 بدمشق، والذي يعتبر المسؤول عن ملف المطلوبين والاتصالات وملاحقتها، بغض النظر عن المحافظة التي تمت فيها عملية الاعتقال، كما يشارك فرع المعلومات 211 التابع لمخابرات النظام السوري بهذه العمليات عبر جمع المعلومات عن الأرقام المطلوبة أمنياً ومن يتواصل معها.
وبدأ حلفاء النظام السوري بتصنيع الراشدات بتعاون روسي إيراني بالعام 2011، ومؤخراً بات الجانب الروسي هو المسؤول بشكل كامل عن تعديل وتصنيع الراشدات، ومراقبة الاتصالات عبرها.
ويمكن توفير نوع من الأمان ضد هذه الراشدات عن طريق اتخاذ عدة خطوات، مثل التواصل مع الأقارب بالشمال السوري عن طريق جهاز محمول مستقل يمنع وضع شريحة اتصالات سورية بداخله، ويعتمد باتصاله على شبكة الواي فاي (وايرلس)، وتبديل أرقام الاتصال الشخصية بشكل مستمر، كون الراشدات حديثة العهد بديرالزور، وبالتالي تحركاتها توحي بأنها بدأت حديثاً بالتركيز على المدينة.
إلى جانب استخدام برامج كسر البروكسي المدفوعة حصراً، والتي تختص بتغيير عنوان الاتصال "IP ADDRESS" الخاص بالجهاز المحمول أو جهاز الحاسوب.
وتنشط الراشدات بشكل كبير في مناطق دمشق وريفها، حيث تم توثيق أكثر من 1000 حالة اعتقال لمدنيين تواصلوا مع أقاربهم المهجرين نحو الشمال السوري، أو تحدثوا عبر الهاتف عن بيع وشراء وتصريف الدولار الأمريكي.
ومن هؤلاء من قضى تحت التعذيب في سجون مخابرات النظام السوري، وآخرون تعرضوا للابتزاز أو الحكم بالسجن لسنوات لارتكابهم جرم التعامل بالدولار.